للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أو كان عنده، متروك الحديث" (١).

٢ - حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يهلك أمتي هذا الحي من قريش. قالوا: فما تأمرنا يا رسول الله؟ قال: لو أن الناس اعتزلوهم (٢)».

قال عبد الله: قال أبي في مرضه الذي مات فيه: اضرب على هذا الحديث؛ فإنه خلاف الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، يعني قوله: «اسمعوا وأطيعوا واصبروا (٣)».

٣ - وقال الإمام أحمد: ثنا إسحاق بن يوسف الأزرق وهوذة بن خليفة، قالا: ثنا عوف عن ميمون بن أستاذ، قال هوذة الهزاني قال: قال عبد الله بن عمرو: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من لبس الذهب من أمتي فمات وهو يلبسه لم يلبس من ذهب الجنة (٤)». وقال هوذة: «حرم الله عليه ذهب الجنة، ومن لبس الحرير من أمتي فمات وهو يلبسه حرم الله عليه حرير الجنة (٥)».

قال عبد الله: ضرب أبي على هذا الحديث فظننت أنه ضرب عليه لأنه خطأ، وإنما هو: ميمون بن أستاذ، عن عبد الله بن عمرو ليس فيه عن


(١) انظر: مسند أحمد بن حنبل (٤/ ٣٨٢).
(٢) صحيح البخاري الفتن (٧٠٥٨)، صحيح مسلم الفتن وأشراط الساعة (٢٩١٧)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ٣٠١).
(٣) مسند أحمد (٢/ ٣٠١). وقال ابن القيم في هذا الحديث: "وضربه على هذا الحديث مع أنه صحيح أخرجه أصحاب الصحيح، لكونه عنده خلاف الأحاديث والثابت المعلوم من سنته صلى الله عليه وسلم في الأمر بالسمع والطاعة ولزوم الجماعة وترك الشذوذ والانفراد كقوله صلى الله عليه وسلم: "اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي" وقوله: "من فارق الجماعة فمات، فميتته جاهلية". إلى أن قال: "فلما رأى أحمد هذا الحديث الواحد يخالف هذه الأحاديث وأمثالها، أمر عبد الله بضربه عليه. وأما من جزم بصحته فقال: هذا في أوقات الفتن والقتال على الملك، ولزوم الجماعة في وقت الاتفاق والتئام الكلمة. وبهذا تجتمع أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي رغب فيها في العزلة والقعود عن القتال، ومدح فيها من لم يكن مع إحدى الطائفتين، وأحاديثه التي رغب فيها في الجماعة والدخول مع الناس فإن هذا حال اجتماع الكلمة وترك الفتنة والقتال، والله أعلم". الفروسية لابن القيم (ص٦٨). والحديث صححه أحمد شاكر في تعليقه على المسند (١٥/ ١٦٢) وانظر تعليقه عليه.
(٤) مسند أحمد بن حنبل (٢/ ٢٠٩).
(٥) مسند أحمد بن حنبل (٢/ ١٦٦).