للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

درجة أحاديث المسند:

انطلاقا من المبحث السابق اختلف بعض العلماء في درجة أحاديث المسند، فمنهم من قال: إن فيه أحاديث ضعيفة وموضوعة، ومنهم من قال بأنه صحيح، وتوسط أناس منهم فقالوا بأن فيه أحاديث ضعيفة، ولكنها قليلة مقارنة بعدد أحاديث الكتاب، وينفون وجود الأحاديث الموضوعة فيه.

فمن العلماء الذين قالوا بأنه صحيح: أبو موسى المديني كما تقدم، وقد رد عليه الحافظ ابن كثير فقال: "وأما قول الحافظ أبي موسى عن مسند الإمام أحمد: إنه صحيح فقول ضعيف؛ فإن فيه أحاديث ضعيفة، بل وموضوعة، كأحاديث فضائل مرو (١)، وعسقلان (٢)، والبرث الأحمر عند حمص (٣)، وغير ذلك، كما بينه عليه طائفة من الحفاظ" (٤).

وقد ذكر الحافظ العراقي أيضا أن في المسند أحاديث موضوعة (٥). فألف الحافظ ابن حجر العسقلاني كتابا أسماه: "القول المسدد في الذب عن مسند الإمام أحمد ". ذكر فيه الأحاديث التي ذكرها العراقي ورد عليه وهي تسعة أحاديث. وأضاف إليه خمسة عشر حديثا أوردها ابن الجوزي في كتابه: "الموضوعات". ورد عليها.

ثم جاء السيوطي وألف كتابا أسماه: "الذيل الممهد" ذكر فيه أحاديث فاتت الحافظ ابن حجر في القول المسدد، وهي في موضوعات ابن الجوزي، وذب عنها رحمه الله تعالى، وعدتها أربعة عشر حديثا (٦). فيكون مجموع ما انتقد بالوضع في المسند: (٣٨) حديثا.


(١) مسند أحمد من حديث بريدة رضي الله عنه (٥/ ٣٥٧).
(٢) مسند أحمد من حديث أنس رضي الله عنه (٣/ ٢٢٥).
(٣) مسند أحمد من حديث عمر رضي الله عنه (١/ ١٩).
(٤) اختصار علوم الحديث مع شرحه الباعث الحثيث (ص٢٩).
(٥) في شرحه لمقدمة ابن الصلاح المسمى التقييد والإيضاح (ص٥٧).
(٦) ذكر ذلك السيوطي في كتابه: تدريب الراوي (١/ ١٧٢).