للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَآءُ وَالضَّرَّآءُ وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ﴾ (١).

• عَنْ خَبَّابٍ قَالَ: أَتَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ وَهوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ فَشَكَوْنَا إِلَيْهِ فَقُلْنَا أَلا تَسْتَنْصِرُ لَنَا أَلَا تَدْعُو اللَّهَ لَنَا فَجَلَس مُحْمَرًّا وَجْهُهُ فَقَالَ: «قَدْ كَانَ مَنْ قَبْلَكُمْ يُؤْخَذُ الرَّجُلُ فَيُحْفَرُ لَهُ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُؤْتَى بِالْمِنْشَارِ فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ فَيُجْعَلُ فرْقَتَيْنِ مَا يَصْرِفُهُ ذلِكَ عَنْ دِينِهِ وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ مَا دُونَ عَظْمِهِ مِنْ لَحْمٍ وَعَصَبٍ مَا يَصْرِفُهُ ذلِكَ عَنْ دِينِهِ (٢) وَاللَّهِ لَيُتِمَّنَّ اللَّهُ هذَا الْأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مَا بَيْنَ صَنْعَاءَ وَحَضَرَمَوْتَ مَا يَخَافُ إِلا اللَّهَ وَالذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ وَلكِنَّكُمْ تَعْجَلُونَ». رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالْبُخَارِيُّ (٣).

• عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لَا تَقْرَبُواْ الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى﴾ ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَآ إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ﴾ نَسَخَتْهُمَا الَّتِي فِي الْمَائِدَةِ ﴿إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ (٤) رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي الْأَشْرِبَةِ.


(١) بل ظننتم أيها المؤمنون أن تدخلوا الجنة ولم يصبكم من البلاء كما أصاب المؤمنين قبلكم فاصبروا إن أردتم إرضاء الله ورسوله والجنة فقد أصيبوا بأنواع البلاء حتى قالوا متى نصر الله ألا إن نصر الله للمؤمنين قريب.
(٢) فلما جاء خباب للنبي وهو متكئ على برده بجوار الكعبة وقال: يا رسول الله قد اشتد علينا اضطهاد الكفار وأذاهم فهل تدعو الله أن ينصرنا عليهم؟ فاعتدل النبي وعليه علامة الغضب فقال: هل أصابكم من البلاء كما أصاب المؤمنين السالفين؟ كان يؤتى بالرجل منهم فيطلب منه أن يرجع عن دينه فلا يرجع فينشرونه بالمنشار نصفين حتى يموت وهو على الدين الحنيف، وكان بعضهم يمشط جلده ولحمه بأمشاط الحديد ليرجع عن دينه فلا يرجع بل يموت عليه، فهل أصابكم أيها المسلمون من قريش كما أصاب هؤلاء؟ الجواب: لا، يعنى فاصبروا كما صبر الكرام السالفون وحشرنا في زمرتهم آمين.
(٣) ولكن أبو داود في الأسير والبخاري في مبعث النبي وتقدم هذا الحديث في كتاب النبوة.
(٤) الخمر كانت جائزة في صدر الإسلام، قال تعالى=

<<  <  ج: ص:  >  >>