للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ قَالَ: فَعَلْنَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ وَكَانَ الْإِسْلَامُ قَلِيلاً فَكَانَ الرَّجُلُ يُفْتَنُ فِي دِينِهِ إِمَّا قَتَلُوهُ وَإِمَّا يُعَذِّبُوهُ حَتَّى كَثُرَ الْإِسْلَامُ فَلَمْ تَكُنْ فِتْنَةٌ (١)، قَالَ: فَمَا قَوْلُكَ فِي عَلِيَ وَعُثْمَانَ؟ قَالَ: أَمَّا عُثْمَانُ فَكَأَنَّ اللَّهَ عَفَا عَنْهُ وَأَمَّا أَنْتُمْ فَكَرِهْتُمْ أَنْ تَعْفُوا عَنْهُ، وَأَمَّا عَلِيٌّ فَابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ وَخَتَنَهُ وَأَشَارَ بِيَدِهِ فَقَالَ: هذَا بَيْتُهُ حَيْثُ تَرَوْنَ (٢). رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَأَنْفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُواْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ (٣)، قَالَ حُذَيْفَةُ: نَزَلَتْ فِي النَّفَقَةِ (٤). رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.

• عَنْ أَسْلَمَ النَّجِيبِيِّ قَالَ: كُنَّا بِمَدِينَةِ الرُّومِ (٥) فَبَرَزَ لَنَا صَفٌّ عَظِيمٌ مِنْهُمْ وَخَرَجَ لَهُمْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ مِثْلُهُمْ أَوْ أَكْثَرُ وَعَلَى أَهْلِ مِصْرَ عُقْبةُ بْنُ عَامِرٍ وَعَلَى الْجَمَاعَةِ فَضَالَةُ


(١) أي شرك. وهذا كان في زمن الفتنة بين الحجاج وعبد الله بن الزبير حيث حاصره الحجاج بمكة سنة ٧٣ ثلاث وسبعين هجرية بعد أن نشب القتال بينهما زمنًا، فكان ابن عمر بعيدا عن الطرفين لأنه المطلوب في الفتنة فلما سألوه تلك الأسئلة أجابهم بما ذكر. وفي رواية: أتاه رجلان فقالا: إن الناس صنعوا ما ترى وأنت ابن عمر وصاحب رسول الله فما يمنعك أن تخرج للجهاد؟ فقال: يمنعنى أن الله حرم دم أخى فقالا. ألم يقل الله ﴿وقاتلوهم حتى لا تكن فتنة﴾ فقال قاتلنا: حتى لم تكن فتنة وكان الدين لله وأنتم تريدون القتال حتى تكون فتنة ويكون الدين لغير الله.
(٢) يظهر أن السائل كان من الخوارج الذين يوالون الشيخين ويخطئون عثمان وعليًا أما عثمان فلتأخره يوم أحد، وأما عليّ فلقبوله التحكيم بينه وبين معاوية فأجابه بذكر مزاياهما بقوله: أما عثمان فالله عفا عنه بقوله ﴿ولقد عفا الله عنهم﴾ وأما عليّ فابن عم النبي وختنه أي زوج ابنته وهذا بيته في وسط بيوت النبي فهو أقرب الناس إليه منزلا ومنزلة. ومضمون الجواب أنه لا يصح الخوض في أصحاب النبي بل المطلوب ذكر مناقبهم أجمعين.
(٣) ﴿وأنفقوا في سبيل الله﴾ أي في الجهاد لإعلاء كلمة الله ﴿ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة﴾ أي الهلاك بترك الغزو ﴿وأحسنوا﴾ أخلاقكم وأعمالكم ﴿إن الله يحب المحسنين﴾.
(٤) سيفسرها حديث أبي أيوب الآتي.
(٥) أي نغزوهم ليدخلوا في الإسلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>