للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْودِ أَهُمَا الْخَيْطَانِ؟ قَالَ: «إِنَّكَ لَعَرِيضُ الْقَفَا إِنْ أَبْصَرْتَ الْخَيْطَيْنِ»، ثُمَّ قَالَ: «لَا بَلْ هُوَ سَوَادُ اللَّيْلِ وَبَيَاضُ النَّهَارِ» (١). رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَالتِّرْمِذِيُّ.

• عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: كَانُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِذَا أَحْرَمُوا أَتَوْا الْبَيْتَ مِنْ ظَهْرِهِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَن تَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا﴾ الآية. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَلَفْظُهُ: كَانَتِ الْأَنْصَارُ إِذَا حَجُّوا فَرَجَعُوا لَمْ يَدْخُلُوا الْبُيُوتَ إِلا مِنْ ظُهُورِهَا فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَدَخَلَ مِنْ بَابِهِ فَلَامُوهُ فَنَزَلَتِ الْآيَةَ (٢).

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ للَّهِ فَإِنِ انْتَهَواْ فَلَا عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ﴾ (٣).

• عَنْ نَافِعٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ لاِبْنِ عُمَرَ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمنِ مَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ تَحُجَّ عَاماً وَتَعْتَمِرَ عَاماً وَتَتْرُكَ الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ عَلِمْتَ مَا رَغَّبَ اللَّهُ فِيهِ قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: إِيمَانٍ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَالصَّلَاةِ الْخَمْسِ، وَصِيَامِ رَمَضَانَ، وَأَدَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ الْبَيْتِ، قَالَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمنِ أَلَا تَسْمَعُ مَا ذَكَرَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ: ﴿وَإِن طَآئِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُواْ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَهُمَا﴾.


(١) فعدى بن حاتم لما سمع حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود وضع عقالين أي حبلين أسود وأبيض تحت وسادته أي مخدته وكان ينظر إليهما فلا يميز الليل من النهار فلما أصبح ذكر هذا للنبي فقال: إنك لعريض القفا أي أبله إنما هما سواد الليل وبياض النهار ولذا قال من الفجر والله أعلم.
(٢) فكانت الأنصار وكل العرب إلا قريشًا إذا حجوا أو اعتمروا ثم رجعوا إلى بيوتهم لا يدخلون من أبوابها بل يثقبون من ظهورها ثقبا فيدخلون ويخرجون منه ويزعمون أن هذا هو البر، فحج رجل ثم رجع فدخل من بابه فلاموه فنزل ﴿وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى﴾ المحارم والشبهات ﴿واتقوا الله﴾ في تغيير أحكامه والاعتراض على أفعاله ﴿لعلكم تفلحون﴾ وتظفرون بخير الدنيا والآخرة.
(٣) وقاتلوهم أي أهل مكة حتى لا تكون فتنة أي شرك ويكون أي يصير الدين الله لا لغيره فإن انتهوا عن الشرك وقتال المؤمنين فكفوا عنهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>