للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ﴾ (١).

• عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: لَمَّا نَزَلَ صَوْمُ رَمَضَانَ كَانُوا لَا يَقْرَبُونَ النِّسَاءَ رَمَضَانَ كُلَّهُ وَكَانَ رِجَالٌ يَخُونُونَ أَنْفُسَهُمْ فَأَنْزَلَ اللَّهُ: ﴿عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ﴾ ﴿وَعَفَا عَنْكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ﴾ (٢).

رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.

• وَعَنْهُ قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ إِذَا كَانَ الرَّجُلُ صَائِماً فَحَضَرَ الْإِفْطَارُ فَنَامَ قَبْلَ أَنْ يُفْطِرَ لَمْ يَأْكُلْ لَيْلَتَهُ وَلَا يَوْمَهُ حَتَّى يُمْسِيَ وَإِنَّ قَيْسَ بْنَ صِرْمَةَ كَانَ صَائِماً فَلَمَّا حَضَرَ الْإِفْطَارُ أَتَى امْرَأَتَهُ فَقَالَ: هَلْ عِنْدَكِ طَعَامٌ؟ قَالَتْ: لَا وَلَكِنِّي أَنْطَلِقُ أَطْلُبُ لَكَ، وَكَانَ يَوْمَهُ يَعْمَلُ، فَغَلَبَتْهُ عَيْنُهُ، وَجَاءَتِ امْرَأَتَهُ فَلَمَّا رَأْتْهُ قَالَتْ: خَيْبَةً لَكَ، فَلَمَّا انْتَصَفَ النَّهَارُ غُشِيَ عَلَيْهِ فَذُكِرَ ذلِكَ لِلنَّبِيِّ فَنَزَلَتْ: ﴿وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ﴾ (٣). رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ (٤).


(١) أحل لكم ليلة الصيام أي كل ليلة فيه الرفث إلى نسائكم أي الإفضاء إليهن بالجماع. هن لباس لكم وأنتم لباس لهن فكل من الزوجين لصاحبه كاللباس يستره عن الفجور ويستره بالمعانقة قال القائل:
إذا ما الضجيع ثنى عطفها … تثنت فكانت عليه لباسا
(٢) فكانوا في أول الإسلام يحرم عليهم الجماع في رمضان ليلا ونهارا فوقع فيه بعض الصحب ليلا كعمر بن الخطاب وكعب بن مالك فخفف الله عنهم وأنزل على نبيه ﴿علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم فالآن باشروهن﴾ كل ليلة إن شئتم ﴿وابتغوا ما كتب الله لكم﴾ أي اطلبوا ما قدره لكم وهو الولد، والمراد أن يكون الجماع بنية صالحة وهي إقناع النفس فلا تنظر للحرام، والولد الصالح لعبادة الله ولعمارة الأرض: نسأل الله التوفيق.
(٣) فكانت مدة الإفطار في أول الإسلام من الغروب إلى أن ينام الشخص، فجاء قيس بن صرمة الأنصارى بعد الغروب وطلب الطعام فلم يجد فذهبت امرأته فأحضرت له طعاما فلما جاءت به وجدته قد نام فقالت خيبة لك أي حرمانًا لك حيث نمت قبل الأكل فبات طاويًا وأصبح صائما وكان يعمل في زرعه فغشى عليه نصف النهار من الجوع فذكر هذا للنبي فنزلت ﴿وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر﴾ فأباح لهم كل شيء في ليالى رمضان فلله وافر الحمد وجزيل الشكر.
(٤) هذا وما قبله وما بعده تقدم في الصوم أوسع من هذا.

<<  <  ج: ص:  >  >>