كتاب تقريب تقريب التهذيب

فحديثه مستقيم" وهذا الإسناد لا يصح لأن أبو الحسين بن أبي الحديد صالح الحديث فقد ترجم له تلميذه السمعاني ولم يوثقه واكتفى بقوله "شيخ صالح، سليم الجانب، سديد السيرة، من بيت الحديث والخطابة" (المنتخب من شيوخ السمعاني: صفحة ٩٨١ وتاريخ الإسلام ٣٧/ ٢٤٥) ولم يوثقه أحد. ويدل على ضعف هذه الرواية ما روى ابن حبان بسند صالح في المجروحين (١/ ١٢٤) وقال: أنبأنا إبراهيم بن عبد الواحد العنسي بدمشق قال سمعت مضر بن محمد الأسدي يقول سألت يحيى بن معين عن إسماعيل بن عياش فقال إذا حدث عن الشاميين عن صفوان وجرير فحديثه صحيح وإذا حدث عن العراقيين والمدنيين خلطه ما شئت". وهذا الإسناد رجاله موثقون سوى إبراهيم بن عبد الواحد فقد روى عنه جمع منهم عبد الله بن عدي ومحمد بن سليمان الربعي وأبو هاشم المؤدب وأبو بكر ابن المقرئ (تاريخ الإسلام ٧/ ٢٣٣) وعنه أيضاً ابن حبان (المجروحين ١/ ١٢٤ و ٢٠١) وابن حبان لا يروي إلا عن ثقة وأخرج له البيهقي في شعب الإيمان (٤/ ١٦٣ رقم ٤٦٧٢) ولم يتعقبه بجرح. ويشهد له ما رواه ابن حبان بسند حسن في المجروحين (١/ ١٢٤) وقال: أخبرنا محمد بن زياد الزيادي ثنا بن أبي شيبة قال سمعت يحيى بن معين وذكر عنده إسماعيل بن عياش فقال "كان ثقة فيما يروي عن أصحابه أهل الشام وما روى عن غيرهم يخلط فيه"،

والثاني: لم يذكر ابن حبان أن إسماعيل بن عياش كان يدلس في كتابه الثقات أو في أي من مؤلفاته. ويؤكد ذلك أن ابن حبان لم يشر إلى تدليسه هو أن ابن حبان أخرج لإسماعيل عن فليح بن سليمان في صحيحه (٦/ ٤١٥ رقم ٥٥٢٧) ثم قال ابن حبان: إسماعيل هذ h هو إسماعيل بن عياش، لم نذكره في كتابنا هذا