للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذلك أن يكون الفاعل مفصولًا عنه مرفوعًا به١, وذلك نحو قولك: أزيد قام, فزيد مرفوع بفعل مضمر محذوف خالٍ من الفاعل؛ لأنك تريد: أقام زيد, فلمَّا أضمرته فسَّرته بقولك: قام, وكذلك {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} ٢ و {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} ٣ و {إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ} ٤ و {لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي} ٥ ونحوه, الفعل٦ فيه مضمر وحده, أي: إذا انشقَّت السماء, وإذا كورت الشمس, وإن هلك امرؤ, ولو تملكون, وعليه قوله ٧:

إذا ابنُ أبي موسى بلالٌ بلغته ... فقام بفأس بين وصليك جازر٨

أي: إذا بلغ ابن أبي موسى. وعبرة٩ هذا أن الفعل المضمر إذا كان بعده اسم منصوب به ففيه فاعله مضمرًا. وإن كان بعده المرفوع به فهو مضمر مجردًا١٠ من الفاعل, ألا ترى أنه لا يرتفع فاعلان به. وربما جاء بعده المرفوع والمنصوب جميعًا, نحو قولهم: أما أنت منطلقًا انطلقتُ معك, "تقديره: لأن كنت منطلقًا انطلقتُ معك"١١ فحذف الفعل فصار تقديره: لأن أنت منطلقًا, وكرهت١٢ مباشرة


١ سقط في ش.
٢ آية: ١ سورة الانشقاق.
٣ آية: ١ سورة التكوير.
٤ آية: ١٧٦ سورة النساء.
٥ آية: ١٠ سورة الإسراء.
٦ كذا في د، هـ، ز، ط. وفي ش: "والفعل".
٧ أي: ذي الرمة. وانظر الكتاب ١/ ٤٢، الخزانة ١/ ٤٥٠، والديوان ٢٥٣.
٨ يخاطب في هذا البيت ناقته, وهو يدعو عليها أن يذبحها الجزار إذا بلغته بلالًا، إذ لا تكون إليها به حاجة حينئذ، لأن بلالًا يغتيه برفده من أن يرحل لأحد بعده, وبلال هو ابن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، قاضي البصرة ووليها في العصر الأموي، ومات سنة نيف وعشرين ومائة.
٩ كذا في ش. وفي د، هـ، ز: "عبر".
١٠ كذا في د، هـ، ز. وفي ش: "مجرّد".
١١ سقط ما بين القوسين في ش.
١٢ كذا في ش. وفي د، هـ، ز: "فكرهت".

<<  <  ج: ص:  >  >>