للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"أن " الاسم فزيدت "ما " , فصارت عوضًا من الفعل ومصلحة للفظ لنزول مباشرة "أن" الاسم. وعليه بيت الكتاب:

أبا خراشة أما أنت ذا نفر ... فإن قومي لم تأكلهم الضبع١

أي: لأن كنت ذا نفر قويت وشدّدت والضبع هنا السنة الشديدة.

فإن قلت: بم٢ ارتفع وانتصب "أنت منطلقًا"؟

قيل: ب"ما"٣؛ لأنها عاقبت الفعل الرافع الناصب, فعملت عمله من الرفع والنصب, وهذه طريقة أبي علي وجُلَّة أصحابنا من قبله في٤ أنَّ الشيء إذا عاقب الشيء ولي من الأمر ما كان المحذوف يليه. من٥ ذلك الظرف إذا تعلّق بالمحذوف٦ فإنه يتضمّن الضمير الذي كان فيه, ويعمل ما كان يعمله: من نصبه الحال والظرف, وعلى ذلك صار قوله: "فاه إلى فيّ" من قوله: "كلمته فاه إلى في" ضامنًا للضمير الذي كان في "جاعلًا" لما عاقبه. والطريق واضحة فيه متلئبة.

حذف الحرف:

قد حذف الحرف في الكلام على ضربين: أحدهما حرف زائد٧ على الكلمة مما يجيء لمعنى, والآخر حرف من نفس الكلمة, وقد تقدَّم فيما مضى ذكر حذف هذين الضربين بما أغنى عن إعادته.

ومضت الزيادة في الحروف وغيرها.


١ هذا في أبيات للعباس بن مرداس في أبي خراشة خفاف بن ندبة، وكلاهما صحابي، وانظر الكتاب ١/ ١٤٨.
٢ كذا في ش، وفي د، هـ، ز، ط: "فبم".
٣ كذا في د، هـ، ز. وفي ش: "بأما".
٤ سقط هذا الحرف في ش.
٥ كذا في ش. وفي د، هـ، ز: "ومن".
٦ كذا في ش، ط. وفي د، هـ، ز: "بمجذوف".
٧ في ش: "حرف زائد فيما على....".

<<  <  ج: ص:  >  >>