للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإجماع والسنّة جاز حذفه تخفيفًا. وأما١ لو عريت الحال من هذه القرينة وتجرَّد الأمر دونها لما جاز حذف الحال على وجه.

ولم أعلم المصدر حذف في موضع, وذلك أن٢ الغرض فيه إذا تجرَّد من الصفة أو التعريف أو عدد المرات فإنما هو لتوكيد الفعل, وحذف المؤكَّد لا يجوز.

وإنما كلامنا على حذف ما يحذف وهو مراد, فأما حذفه إذا لم يرد فسائغ لا سؤال فيه, وذلك كقولنا: انطلق زيد, ألا ترى هذا كلامًا تامًّا, وإن لم تذكر معه شيئًا من الفضلات مصدرًا ولا ظرفًا ولا حالًا ولا مفعولًا له ولا مفعولًا معه ولا غيره. وذلك أنك٣ لم ترد الزيادة في الفائدة بأكثر من الإخبار عنه بانطلاقه دون غيره.

حذف الفعل:

حذف الفعل على ضربين:

أحدهما: أن تحذفه والفاعل فيه. فإذا وقع ذلك فهو حذف جملة, وذلك نحو: زيدًا ضربته؛ لأنك أردت: ضربت زيدًا, فلمَّا أضمرت "ضربت" فسَّرته بقولك: ضربته, وكذلك قولك ٤: أزيدًا مررت به, وقولهم: المرء مقتول بما قَتَل به, إن سيفًا فسيف, وإن خنجرًا فخنجر, أي: إن كان الذي قَتَل به سيفًا فالذي يُقتل به سيف, فكان واسمها وإن لم تكن مستقلة٥ فإنها تعتد اعتداد الجملة.

والآخر: أن تحذف الفعل وحده, وهذا هو غرض هذا الموضع.


١ كذا في ش. وفي د، هـ، ز: "فأمّا".
٢ كذا في ش. وفي د، هـ، ز، ط: "لأنّ".
٣ كذا في ش. وفي د، هـ، ز: "لأنّك".
٤ سقط في ز، ش. وثبت في ط.
٥ أي: لأنها ناقصة تحتاج إلى الخبر.

<<  <  ج: ص:  >  >>