للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا﴾: شجرَ الحدائق، ومعنى الكينونةِ الانتفاءُ، أرادَ أنَّ تأتِّيَ ذلك محالٌ مِن غيرِه.

﴿أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ﴾: أغيرُه يُقرَنُ ويُجعَلُ شريكًا له.

﴿بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ﴾: غيرَه، أو: يعدلون عن الحقِّ الذي هو التَّوحيد. و ﴿بَلْ هُمْ﴾ بعد الخطاب أبلغُ في تخطئةِ رأيهِم.

* * *

(٦١) - ﴿أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾.

﴿أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ﴾ وما بعده بدل من ﴿أَمَّنْ خَلَقَ﴾ فكانَ حكمُها حكمَه.

﴿قَرَارًا﴾: دحاها وسوَّاها للاستقرار عليها.

﴿وَجَعَلَ خِلَالَهَا﴾ ظرفٌ؛ أي: وسطَها، وهو المفعول الثَّاني (١)، والأول ﴿أَنْهَارًا﴾، و ﴿بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ﴾ مثلُه.

﴿وَجَعَلَ لَهَا﴾ للأرضِ ﴿رَوَاسِيَ﴾: جبالًا تمنعُها عن الحركةِ.

﴿وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ﴾ العذبِ والمالحِ ﴿حَاجِزًا﴾: مانعًا أنْ يختلِطا.

﴿أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾ التَّوحيدَ فلا يؤمنون.

* * *

(٦٢) - ﴿أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ﴾.


(١) قوله: (وهو المفعول الثاني): لأنَّ الظرف لا يقع مسندًا إليه، والمفعول الأول لجعل يكون مسندًا إليه.