للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ﴾ الاضْطرارُ: افتعالٌ مِن الضَّرورة، وهي الحاجة المحوِجةُ (١) إلى اللَّجَأ (٢)، يقال: اضْطرّه إلى كذا، والفاعل والمفعول مُضْطرٌّ (٣)، والمُضْطَرُّ: الذي أحوجَه مرض أو فقر أو نازلة مِن نوازل الدَّهر إلى اللَّجأ (٤) إلى الله تعالى، أو المُذنِبُ إذا استغفرَ، أو المظلومُ إذا دعا.

واللَّامُ للجنسِ لا (٥) للاستغراقِ، فلا يلزم منه إجابةُ كلِّ مُضْطَّرٍ.

﴿وَيَكْشِفُ السُّوءَ﴾؛ أي: الضُّرَّ أو الجَوْرَ (٦).

﴿وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ﴾؛ أي: فيها، وذلك توارُثُهم سُكْناها، والتَّصرُّف فيها قرنًا بعدَ قرنٍ، أو أرادَ بالخلافةِ المُلك والتَّسلُّط، وهذا أتمُّ مِن الأوَّلَين وأعمُّ وأجلُّ وقعًا وأهمُّ، ولهذا فُصِل بعدَم التَّذكُّر (٧) وبُوْلِغَ فيه.

﴿أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ﴾ ﴿مَا﴾ مزيدةٌ؛ أي: تذكَّرونَ تذكُّرًا قليلًا، ويجوز أنْ يُرادَ بالقلَّةِ العدمُ.

* * *


(١) في (ف): "الملجئة".
(٢) اللَّجَأ - بفتحتين - مصدر لجأ بمعنى: لاذ، وألجأه إلى كذا: اضطره إليه. وجاء في (ك): "اللجاء"، والمثبت من باقي النسخ و"تفسير النسفي " (٢/ ٦١٥).
(٣) في (م): "مضطرر".
(٤) في (ك): "اللجاء"، والمثبت من باقي النسخ والمصدر السابق.
(٥) "للجنس لا" سقط من (م)، و"للجنس" سقط من (ف) و (ك).
(٦) في (ف): "الضراء والجور".
(٧) في النسخ: "التذكير"، والصواب المثبت لأنَّه هو مصدر الفعل الآتي فاصلة، أما التذكير فمصدر: ذكر.