للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحرم الشريف من جميع الابواب وحفر فيها، وجعل حول الاعمدة التي في طريقه جورا مقدار قامتين وأكثر، ولو لم يكن أساسات الاعمدة محكمة لكان رماها، وقلع من أبواب الحرم أماكن وطاف بها الماء، وطاف بالمنابر كل واحدة الى جهة وبلغ عند الكعبة المعظمة قامة وبسطة ودخلها من خلل الباب، وعلا الماء فرق عتبتها أكثر من نصف ذراع بل شبرين، ووصل الى قناديل المطاف، وعبر في بعضها من فوقها طفاها وغرق بعض أهلها ومات نحو ستين نفرا تحت الردم، وبل جميع الكتب التي كانت في قبة الكتب فقعد الناس في تنظيفه مدة، وأفسد للناس من الأمتعة شيئا كثيرا.

٣٣ - سيل عام ٧٥٠: نزل مطر وصاعقة وريح سوداء أوقعت جميع الأعمدة المتجددة حول المطاف التي جددها فارس المدين سنة ٧٤٩، ولم يبق منها إلا عمودان.

٣٤ - سيل عام ٧٧١: جاء في هذا العام مطر وسيول دخلت الى البيت الحرام وكان علو الماء الى قفل باب الكعبة وهو أكثر من قامتين واستمر جريانه من العشاء الى ظهر اليوم التالي وقد نزل معه برد بحجم كبير، وهدم بيوتا كثيرة تربو على الف بيت ومات فيه خلق كثير نحو الف نسمة وحمل قافلة باربعين جملا، وجرف حيوانات وأمتعة لا تحصى.

٣٥ - سيل عام ٨٠٢: في اليوم الثامن من شهر جمادى الأولى سنة اثنتين وثمانمائة جاء مطر شديد استمر ثلاثة أيام، وكان المطر كافواه القرب وقويا، وسبب ذلك أنه هجم سيل وادي ابراهيم بمكة، فلما حاذى وادي أجياد خالط السيل الذي جاء منه فصار ذلك بحرا زاخرا، فدخل السيل المسجد الحرام من على أبوابه كله، وكان عمقه من جهة باب ابراهيم فوق قامة وبسطة وفي المطاف كذلك، وقد علا عتبة باب الكعبة المعظمة قدر ذراع أو أكثر واحتمل درجة الكعبة المعظمة

<<  <  ج: ص:  >  >>