للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله تعالى: {أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ} [٧٣] قرأ ابن كثير {أَأنْ} بهمزتين: الأولي محققة، والثانية مسهلة؛ على الاستفهام (١).

وقرأ الباقون بهمزة واحدة على الخبر (٢).

قوله تعالى: {بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ}، {بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ} [٧٥] فأما "قنطار" و "دينار": فقرأ أبو عمرو، والدوري - عن الكسائي - بالإمالة محضة (٣).

واختلف عن ابن ذكوان بين الفتح والإمالة.

وقرأ ورش بالإمالة بين بين (٤).

واختلف عن حمزة، وقالون بين الفتح والإمالة بين بين (٥). والباقون بالفتح.

وأما {يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ}، و {لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ}: فقرأ أبو عمرو، وحمزة، وشعبة - في حال الوصل - بإسكان الهاء (٦).


(١) اختلف القراء في القراءة بالاستفهام والخبر في (أن يؤتى) (سورة آل عمران آية ٧٣)، فقرأ جميع القراء عدا ابن كثير بهمزة واحدة على الخبر، وقرأ ابن كثير (أأن يؤتى) بهمزتين على الاستفهام، وهو على أصله في تسهيل الهمزة الثانية بين بين. وحجته في ذلك: أنه يمد الألف على الاستفهام على وجه الإنكار أي لا يعطى أحد مثل ما أعطيتم وهو متصل بقوله (ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم - أن يؤتى أحد) ويكون قوله: (إن الهدى هدى الله) خبرًا اعترض في وسط الكلام ولم يغير من المعنى شيئًا وإذا حمل الكلام على هذا كان قوله (أن يؤتى) بعد من الحكاية عن اليهود يقول لا تصدقوا أن يعطى أحد مثل ما أعطيتم. قال ابن الجزري في باب الهمزتين من كلمة:
وغير الملك أن يؤتى أحد يخبر
(الإتحاف ١/ ٢٥٥، وحجة القراءات لابن زنجلة ج ١/ ص ١٦٦، السبعة ص ٢٠٧).
(٢) وتأويله ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم ولا تؤمنوا أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم (الإتحاف ١/ ٢٥٥، وحجة القراءات لابن زنجلة ج ١/ ص ١٦٦).
(٣) سبق توضيح إمالة أبي عمرو والكسائي من طريق الدوري وابن ذكوان قريبًا بما أغنى عن إعادته هنا لقرب الموضعين (وانظر: شرح طيبة النشر ٣/ ١٠٠، التيسير ص ٥١، النشر ٢/ ٥٤، الغاية ص ٩٠).
(٤) روي ذلك من طريق الأزرق عن ورش جميع الباب بين بين (انظر النشر ٢/ ٥٥، الإقناع ١/ ٢٧٣).
(٥) انفرد بذلك صاحب العنوان عن حمزة؛ ولذلك رواه عن أبي الحارث وهي ليست من طرقنا ولا على شرطنا.
(٦) قال ابن الجزري في باب هاء الكناية: =

<<  <  ج: ص:  >  >>