للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(حدثنا سفيان) هو ابن عيينة المكي (١)، يقال: إن الإمام جمع في أول سنده جميع أنواع التحمل من التحديث والإخبار والعنعنة والسماع، كذا في "الفتح" (٢)، وليست العنعنة في نسخنا الهندية ولكنها موجودة في نسخة "الفتح" بين سفيان ويحيى بن سعيد الأنصاري، وبسط الكلام في مقدمة "الأوجز" (٣) على الفرق بين ألفاظ التحمل هذه الأربعة، وبيانِ الفرق بين مراتبها من أن الإخبار والتحديث والإنباء كلها سواء في المرتبة، أو فيها فرق في الأولوية؟ فارجع إليه إن شئت التفصيل، وسيأتي شيء من الكلام على ذلك في كتاب العلم في "باب قول المحدث: حدثنا وأخبرنا وأنبأنا. . ." إلخ.

(حدثنا يحيى بن سعيد الأنصاري) (٤): هكذا في النسخ الهندية، وقد عرفت أنها في نسخة "الفتح" بلفظ العنعنة: عن يحيى بن سعيد، ويقال: إن الحديث متواتر عنه، فروى عنه مائتان وخمسون، وقيل: أكثر من ثلاثمائة، وقيل: سبعمائة، قال الحافظ (٥): لكني تتبعته منذ سمعت هذا فلم يبلغ مائة، انتهى.

قلت: الحديث غريبٌ فردٌ باعتبار أوله، مشهور باعتبار آخره، وليس بمتواتر كما قيل، فإنه لم يَرْوِه غيرُ عمر - رضي الله عنه -، ولم يرو عنه إلا علقمةُ، ولم يرو عنه غيرُ التيمي، ولم يرو عنه غيرُ يحيى بن سعيد واشتهر عنه، كذا في العيني (٦).

قال الحافظ (٧): هذا الحديث متفق على صحته، أخرجه الأئمة


(١) انظر ترجمته في "سير أعلام النبلاء" (٨/ ٤٥٤)، و"تذكرة الحفاظ" (١/ ٢٦٤)، و"تهذيب التهذيب" (٤/ ١١٧).
(٢) "فتح الباري" (١/ ١٠).
(٣) "أوجز المسالك" (١/ ٢١٢).
(٤) انظر ترجمته في "سير أعلام النبلاء" (٥/ ٤٦٨)، و"تهذيب التهذيب" (١١/ ٢٢١)، و"شذرات الذهب" (١/ ٢١٢).
(٥) "فتح الباري" (١/ ١١).
(٦) انظر: "عمدة القاري" (١/ ٤٥).
(٧) "فتح الباري" (١/ ١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>