للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢- النقص البدني النسبي ويشمل:

أ – النقص العاطفي: وهو نقص يتصف به جنس الرجال فعواطفهم أنقص إذا ما قيست بعقولهم على الجملة، وإذا ما قيست كذلك بعواطف النساء، وهي حكمة إلهية ليحصل التكامل بين الجنسين.

وقد استوجب هذا النقص العاطفي عند الرجل أن يخفف عنه وتتقدم عليه المرأة في الحضانة وفي التربية الأولى للأبناء، وفي التمريض سواء في حالة السلم أو في حالة الحرب، وفي التعليم، وفي سائر الأعمال التي تتطلب الأناة والدقة والصبر، ولذا اعتبرت الأم هي المدرسة الأولى، ولم يذكر أحد الأب، وذهب حكمة وحكمًا صادقًا قول من قال:

والأم مدرسة إذا أعددتها

أعددت شعبًا يطب الأعراق.

ب- النقص العقلي: وهو نقص تتصف به المرأة عادة بحكم طغيان عاطفتها مما يحجب لديها في أغلب الأحيان منطق العقل وقوانينه، ومن أجل هذا النقص العقلي النسبي لدى المرأة خفف عنها في جميع الأعمال التي تستدعي العقل واستبعاد التأثير العاطفي كالولاية على اختلاف مراتبها باستثناء ما يقوم منها على العاطفة ولا يصلح إلا بها مثل رعاية الطفولة والتعليم والتمريض، وحماية الشيخوخة، وإعانة المحتاجين، ولم شتات الأسرة تحت جناحيها، لأنها – كما هو الواقع – هي التي تجمع إن شاءت وهي التي تفرق إن صممت.

فقد حط عنها الجهاد والقضاء والإمامة، وكل ولاية أو عمل تفسده العاطفة.

وترك لها المجال فسيحًا في التصرف المالي والأسري والاجتماعي، مع تحذيرها من مخاطر سلاح العاطفة الذي تمتلكه وتتفوق به وتتغلب، لأنه قد يستعمل ضدها فتؤسر به وتقهر، وينال من شرفها وعرضها ومكانتها بين الناس، لذا جاءت أحكام الشريعة لتحميها من ذئاب المجتمع، فحرمت النظر إليها نظرة غير بريئة، وحرمت على الأجنبي عنها (غير المحرم) أن يختلي بها، لأن الغواني يغرهن الثناء، وعند الثناء والإغراء يغيب العقل، وتلتهب العاطفة، فتقع المرأة ضحية بين مخالب الذئب الشره.

ومن العجيب أن هذه الحماية من الشرع الإسلامي لشرف المرأة ومكانتها وعرضها صورها بعض الجهلة والمغرضين وأنصار الحيوانية الجنسية في صور تقييد للمرأة واعتداء على حريتها ونيل من حقوقها كإنسان.

والحاصل أن الله تعالى الذي خلق الذكر والأنثى ليحصل بهما التكامل وعمران الكون، قد أودع في الأول كمالا عقليا ونقصًا عاطفيا (في حدود النسبية طبعًا) وأودع في الثاني كمالاً عاطفيًا ونقصًا عقليًا، وهذه التركيبة الخلقية لا دخل ولا مشيئة فيها لأحد، وإنما هي مشيئة الخالق البارئ دون سواه.

<<  <  ج: ص:  >  >>