والحاصل أن النسيان والسهو سبب من أسباب التخفيف ورفع الحرج والترخيص للمكلف، وذلك برفع الإثم أخرويًا، وبالقضاء متى ذكر، تبرئة للذمة دنيويا ولا يلزم القضاء فيما أفاد الشارع أنه لم يلحقه فساد، كما في أكل الصائم أو شربه عند أبي حنيفة، وفيما وقته الشارع من العبادات وجعله يفوت بفوات وقته كالجمعة والعيدين والجماعة والخسوف والكسوف، والصلاة على الجنازة، ولا يلزم القضاء كذلك على من نسي بعض الحقوق التي لا يمكن تداركها كإسكان من يجب إسكانه من القرابة مثل الأبوين بل الآباء والأبناء والزوجات، فلا إثم ولا ضمان في مثل هذا النسيان.
٩- النقص: هو نوع من المشقة، فاقتضى التخفيف.
والنقص أنواع:
(١) نقص بدني
١-حقيقى: أ – أمراض. ب – عاهات.
٢- نسبي: أ – نقص عاطفي. ب – نقص عقلى.
(٢) نقص مالي.
(٣) نقص اجتماعي.
(١) – النقص البدني منه:
١- الحقيقي ويشمل:
أ – الأمراض العارضة منفكة كانت أو مزمنة وقد تعرضنا لها في السبب الرابع من أسباب الرخص.
ب- أنقاص وعاهات متفاوتة الاستدامة مثل: الصبا، الجنون، الصرع أو الإغماء، الشلل، البله، وغيرها.
كما استوجب المرض العارض – كما أسلفنا – إسقاطًا لبعض الواجبات وتخفيفًا من أخرى؛ كذلك تستوجب الأنقاص والعاهات – من باب أولى – الإسقاط أو التخفيف من الواجبات التي تشق.
فالصبا عائق عن التكليف حتى يبلغ الصبي بالنسبة للعبادات، وحتى يرشد بالنسبة للمعاملات المالية، ولا يكتفى بالبلوغ وحده، إذ قد يحصل متقدما بحسب المناخ وخصوبة الأبدان، ولا يكون معه رشد كاف.