للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تكفين الموتى وبناء الجسور والحصون وعمارة المساجد وغير ذلك، قال: لأن قوله: {وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ} (١) عام في الكل فلا يختص بصنف دون غيره. اهـ (٢).

* * *

وقال محمد جمال الدين القاسمي: ثم ذكر تعالى الإعانة على الجهاد بقوله: {وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ} (٣) فيصرف على المتطوعة في الجهاد ويشترى لهم الكراع والسلاح. وقال الرازي: لا يوجب قوله: {وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ} (٤) القصر على الغزاة. ولذا نقل القفال في تفسيره عن بعض الفقهاء جواز صرف الصدقات إلى جميع وجوه الخير من تكفين الموتى وبناء الحصون، وعمارة المساجد؛ لأن قوله: {وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ} (٥) عام في الكل. انتهى.

ولذا ذهب الحسن وأحمد وإسحاق إلى أن الحج من سبيل الله فيصرف للحجاج منه، قال في الإقناع وشرحه: والحج من سبيل الله نصا. وروي عن ابن عباس وابن عمر؛ لما روى أبو داود: أن رجلا جعل ناقة في سبيل الله فأرادت امرأته الحج فقال لها النبي - صلى الله عليه وسلم - «اركبيها فإن الحج من سبيل الله (٦)» فيأخذ إن كان فقيرا من الزكاة ما يؤدي به فرض حج أو عمرة أو يستعين به فيه وكذا في نافلتهما؛ لأن كلا من سبيل الله. انتهى.

قال ابن الأثير: وسبيل الله عام يقع على كل عمل خالص سلك به طريق التقرب إلى الله تعالى بأداء الفرائض والنوافل وأنواع التطوعات، وإذا أطلق فهو في الغالب واقع على الجهاد حتى صار لكثرة الاستعمال كأنه مقصور عليه. انتهى.

وقال في التاج: كل سبيل أريد به الله عز وجل - وهو بر - داخل في سبيل الله. اهـ (٧).

* * *

وقال أحمد مصطفى المراغي في تفسيره قوله تعالى: {وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ} (٨)

وسبيل الله هو الطريق الموصل إلى مرضاته ومثوبته، والمراد به الغزاة والمرابطون للجهاد، وروي عن الإمام أحمد أنه جعل الحج من سبيل الله. ويدخل في ذلك جميع وجوه الخير من تكفين الموتى وبناء الجسور والحصون وعمارة المساجد ونحو ذلك.


(١) سورة التوبة الآية ٦٠
(٢) لباب التأويل في معاني التنزيل جـ ٣ ص ٩٢
(٣) سورة التوبة الآية ٦٠
(٤) سورة التوبة الآية ٦٠
(٥) سورة التوبة الآية ٦٠
(٦) سنن الدارمي الوصايا (٣٣٠٤).
(٧) محاسن التأويل جـ ٨ ص ٣١٨١ مطبعة الحلبي.
(٨) سورة التوبة الآية ٦٠