للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الجنة على ما كان من العمل (١)»: أي من شهد أن لا معبود بحق إلا الله، وقام بوظائف هذه الكلمة، .. ، وليس المراد أن الإنسان إذا شهد بهذا من غير عمل بمقتضاه يحصل له دخول الجنة، بل المراد به الشهادة لله بالتوحيد، والعمل بما تقتضيه شهادة أن لا إله إلا الله من الإخلاص، وما تقتضيه شهادة أن محمدا عبده ورسوله من الإيمان به، وتصديقه، واتباعه (٢)

ويقول الشيخ عبد الرحمن بن قاسم رحمه الله: القول لا ينفع إلا مع علم القلب وإيمانه، ويقينه، والأعمال المصدقة لذلك (٣)

ثم قال معلقا على حديث «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله (٤)»:

كل من عقل عن الله علم علما ضروريا أن المقصود من الشهادتين ما دلتا عليه من الحقيقة والمعنى، وما اشتملتا عليه من العلم والعمل.

وأما مجرد اللفظ من غير علم بمعناهما، ولا اعتقاد لحقيقتهما، فلا يفيد القائل شيئا، ولا يخلصه من شعب الشرك، بل يكونان حجة عليه" (٥) ثم قال:

وقد قال الله لنبيه - صلى الله عليه وسلم - محمد {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ} (٦) بدأ بالعلم قبل القول والعمل؛ لأن القول لا ينفع إلا مع


(١) صحيح البخاري أحاديث الأنبياء (٣٤٣٥)، صحيح مسلم الإيمان (٢٨).
(٢) إبطال التنديد ٢٨.
(٣) السيف المسلول ١١٢.
(٤) صحيح البخاري الاعتصام بالكتاب والسنة (٧٢٨٥)، صحيح مسلم الإيمان (٢٠)، سنن الترمذي الإيمان (٢٦٠٧)، سنن النسائي تحريم الدم (٣٩٧٥)، سنن أبي داود الزكاة (١٥٥٦)، مسند أحمد (٢/ ٥٢٩).
(٥) السيف المسلول ١١٤.
(٦) سورة محمد الآية ١٩