للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال الحافظ ابن كثير: "كان ثقة ثبتا، صحيح السماع" (١).

وقال ابن العماد الحنبلي: "كان دينا صحيح السماع".

عناية العلماء بالمسند:

سبق أن ذكرت أن مسند الإمام أحمد بن حنبل ديوان عظيم من دواوين السنة النبوية، يحتوي على مادة علمية كبيرة من أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم، ولكن الطريقة التي تم فيها ترتيب الكتاب طريقة متعبة، تأخذ جهد الإنسان ووقته، وقد أحس بهذا قديما الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى، وتمنى أن يعاد إخراج الكتاب بصورة أفضل، فقال: "فلعل الله يقيض لهذا الديوان العظيم من يرتبه ويهذبه، ويحذف ما كرر فيه، ويصلح ما تصحف، ويوضح حال كثير من رجاله، وينبه على مرسله، ويوهن ما ينبغي من مناكيره، ويرتب الصحابة على المعجم، وكذلك أصحابهم على المعجم، ويرمز على رؤوس الحديث بأسماء الكتب الستة، وإن رتبه على الأبواب فحسن جميل، ولولا أني قد عجزت عن ذلك لضعف البصر، وعدم النية، وقرب الرحيل، لعملت ذلك" (٢).

ويقول الشيخ أحمد شاكر في وصف المسند: "فوجدته بحرا لا ساحل له، ونورا يستضاء به، ولكن تنقطع الأعناق دونه، بأنه رتب على مسانيد الصحابة، وجمعت فيه أحاديث كل صحابي متتالية دون ترتيب، فلا يكاد يفيد منه إلا من حفظه، كما كان القدماء الأولون يحفظون، وهيهات، وأنى لنا ذلك. . " (٣).

وقد انتبه لهذا عدد من علماء الأمة فعملوا على إعادة إخراجه ليسهل


(١) البداية والنهاية (١٢/ ٢٠٣).
(٢) سير أعلام النبلاء (١٣/ ٥٢٥). وانظر: المصعد الأحمد (ص٣٩).
(٣) انظر: مقدمة المسند لأحمد شاكر (١/ ٤).