للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كقول أبي طلحة: إني سمعت الله تعالى يقول: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ} ١ الآية، فإن مراده سمعت كلام الله عز وجل على لسان نبيه - صلى الله عليه وسلم -.

وقد حكى القاضي عبد الوهاب في الملخص عن الشاقعي أنه لا يقبل من المدلس إلا إذا صرح بقوله: "حدثني" أو "سمعت" دون قوله: "عن" أو "أخبرني".

وهو ظاهر نقل ابن السمعاني لكن نصه في الرسالة ٢:

"فقلنا لا نقبل من مدلس حديثا حتى يقول: حدثني أو سمعت".

هذا نصه، وهو/ (ي ١٨٩) محتمل أن يريد الاقتصار على هاتين الصيغتين كما فهم القاضي عبد الوهاب وغيره، ويحتمل أن يكون ذكرها على سبيل المثال ليلحق بهما ما أشبههما من الصيغ المصرحة وهذا هو الصحيح.

وقد حكى المعافى في "الجليس" عن الشافعي - رضي الله عنه - أنه كان لا يرى رواية المدلس حجة إلا أن يقول في روايته حدثنا أو أخبرنا أو سمعت، انتهى. وهذا يؤيد ما صححناه.

٩٦- قوله (ص) : "وفي الصحيحين وغيرهما من الكتب المعتمدة من حديث هذا الضرب كثير جدا.... "٣ إلى آخره.

أورده المصنف هذا محتجا به على قبول رواية المدلس إذا صرح وهو يوهم


١ سورة آل عمرأن: ٩٢، والحديث المشار إليه في خ ٢٤- كتاب الزكاة ٤٤- باب الزكاة في الأقارب حديث ١٤٦١ وفي مواضع أخر من البخاري وم ١٢- كتاب الزكاة ١٤- باب فضل الصدقة على الأقربيين والزوج حديث ٤٢.
٢ ص ٣٨٠ فقرة ١٠٣٥.
٣ مقدمة ابن الصلاح ص ٦٧ وتمام كلامه "كقتادة والأعمش والسفيانين وهشيم بن بشير وغيرهم أي من المدلسين الذين أخرج لهم الشيخان وغيرهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>