للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن الذي في الصحيحين وغيرهما من الكتب المعتمدة من حديث المدلسين/ (ر١٠٠/أ) مصرح في جميعه وليس كذلك بل في الصحيحين (وغيرهما) ١ جملة كثيرة من أحاديث المدلسين بالعنعنة وقد جزم المصنف في موضع آخر وتبعه/ (ب ص ٢٢٧) النووي٢ (وغيره بأن ما كان في الصحيحين وغيرهما) ٣ من الكتب الصحيحة عن المدلسين فهو محمول على ثبوت سماعه من جهة أخرى وتوقف في ذلك من المتأخرين الإمام صدر الدين ابن المرحل٤، وقال في "كتاب الأنصاف": "أن في النفس من هذا الاستثناء غصة، لأنها دعوى لا دليل عليها، لا سيما أنا قد وجدنا كثيرا من الحفاظ يعللون أحاديث وقعت في الصحيحين أو أحدهما بتدليس رواتها".

وكذلك استشكل ذلك قبله العلامة ابن دقيق العيد فقال٥: "لا بد من الثبات على طريقة واحدة، إما القبول مطلقا في كل كتاب أو الرد مطلقا في كل كتاب.

وأما التفرقة بين ما في الصحيح من ذلك وما خرج عنه، فغاية ما يوجه به أحد أمرين:

إما أن يدعى أن تلك الأحاديث عرف صاحب الصحيح صحة السماع فيها، قال: وهذا إحالة على جهالة، وإثبات أمر بمجرد الاحتمال، وإما أن يدعى أن الإجماع على صحة/ (ي١٩٠) ما في الكتابين دليل على وقع السماع في هذه الأحاديث وإلا لكان أهل الإجماع مجمعين على الخطأ وهو ممتنع.


١ كلمة "وغيرها" سقطت من (ب) .
٢ التقريب للنووي مع تدريب الرأوي ص١٤٤.
٣ ما بين القوسين سقط من (ب) .
٤ هو أبو عبد الله محمد بن عمر بن مكي الشهير بابن المرحل - بالحاء المشددة بعد الراء- فقيه أديب محدث أصولي شاعر، مات سنة ٧١٦. النجوم الزاهرة ٩/٢٣٣ طبقات الشاقعية للسبكي ٩/٢٥٣.
٥ نقل الصنعاني كلام ابن دقيق هذا في توضيح الأفكار ١/٣٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>