للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي رواية عنه -رضي الله عنه-: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- احتجم بعد ما قال: «أفطر الحاجم والمحجوم» (١).

ويستدل منها على النسخ بالوجوه الآتية:

أولاً: إن حديث ابن عباس -رضي الله عنه- يدل على أن النبي -صلى الله عليه وسلم- احتجم وهو صائم محرم، وابن عباس -رضي الله عنه- لم يصحب النبي -صلى الله عليه وسلم- محرماً قبل حجة الوداع، فيكون حجامة النبي -صلى الله عليه وسلم- هذا ناسخاً لما يدل على الفطر بالحجامة؛ لأن هذا كان سنة عشر، وما يدل على الفطر بالحجامة كان عام الفتح، وهو كان سنة ثمان. والمتأخر يكون ناسخاً للمتقدم (٢).

واعترض عليه بما يلي:

أ- إنه لا يصح الاستدلال على النسخ من قوله: (احتجم وهو صائم)؛ لأنه لا يدل على تأخره على أحاديث الإفطار بالحجامة.


(١) قال الهيثمي في مجمع الزوائد ٣/ ١٧٣: (رواه الطبراني في الأوسط، وفيه طريف أبو سفيان، وهو ضعيف، وقد وثقه ابن عدي). وأخرج نحوه الدارقطني في سننه ٢/ ١٨٢، وقال: (هذا إسناد ضعيف، واختلف عن ياسين الزيات وهو ضعيف). وانظر: إرواء الغليل ٤/ ٧٣.
(٢) انظر: السنن الكبرى للبيهقي ٤/ ٤٤٦؛ الاستذكار ٣/ ٢٠٧؛ الاعتبار ص ٣٥٣؛ فتح الباري ٤/ ٢١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>