للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= تعتبر سنة أو لا؟. نحو الضجعة بعد صلاة ركعتي الفجر، والركوب في الحج، والخروج إلى المصلى. يوم العيد من طريق والرجوع من آخر، ونحو ذلك. والتحقيق إن شاء الله في ذلك أنه لا يعتبر من ذلك سنة إلا ملامح الوصف؛ فلا يقال: الأكل سنة لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - أكل. ولكن يقال: الأكل باليمين سنة؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - كان يأكل بيمينه، ونحو ذلك. وقد تقدم مرارًا التنبيه على ذلك، وعلى أن شيخ مشائخنا سيدي عبد الله بن الحاج إبراهيم العلوي، عقد ذلك في مراقي السعود بقوله:

وفعله المركوز في الجبلّة … كالأكل والشرب فليس ملة

فالحج راكبًا عليه يجري … كضجعة بعد صلاة الفجر

وبالله تعالى التوفيق.

(٢) وقوله: وركوعه للطواف بعد المغرب قبل تنفله، قال المواق هنا: روى ابن القاسم: إن طاف بعد العصر صلى ركعتي الطواف بعد أن يصلي المغرب، وإن ركعهما قبل المغرب فجائز، وبعد المغرب أحب إلينا. القرافي: إن طاف بعد الصبح، فالمشهور يؤخر الركوع حتى تطلع الشمس. ا. هـ. منه بلفظه.

قلت: هذا المذهب. وقد قدمنا في الكلام على أوقات النهي الدليل على أن الطائف يصلي ركعتي الطواف في أي وقت طاف فيه، وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحق بالمراعاة لأنه الأسوة والقدوة - بأبي وأمي هو - - صلى الله عليه وسلم -.

وقوله: وبالمسجد، يريد به - والله تعالى أعلم - أنه يستحب للطائف أن يصلي ركعتي الطواف بالمسجد الحرام، أو بمكة، وذلك لأنه ثبت أنه - صلى الله عليه وسلم - صلاهما بالمسجد خلف المقام، وقد قدمنا أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه طاف بعد صلاة الصبح، وسافر حتى طلعت الشمس فصلاهما بذي طوى.

وقوله: ورمل محرم من التنعيم أو بالإِفاضة لمراهق، لا تطوع، يريد به - والله تعالى أعلم - أن الرمل في حق من أحرم من التنعيم أو من الجعرانة مثلًا مستحب، سواء أحرم بحج أو بعمرة أو =

<<  <  ج: ص:  >  >>