= الثاني: إنه يستلمه ولا يقبل يده بعده، بل يضعها على فيه من غير تقبيل. وهذا مشهور مذهب مالك، وأحمد. وعن مالك رواية أنه يقبل يده بعد استلامه.
والقول الثالث: إنه يقبله. وهو مروي عن أحمد. ا. هـ. منه باختصار.
(٥) وقوله: واقتصار على تلبية النبي - صلى الله عليه وسلم - دليله الحديث المتفق عليه؛ عن عبد الله بن عمر أن تلبية رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ. لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ والْمُلْكَ، لَا شَرِيكَ لَكَ". أخرجه الموطأ، والبخاري، ومسلم. ومعلوم أنه صح عنه - صلى الله عليه وسلم - قوله:"لِتَأْخُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ". قال ابن مفلح الحنبلي في المبدع: قال الطحاوي والقرطبي: أجمع العُلماء على هذه التلبية. ا. هـ. منه. والأمر ظاهر في أن ذلك لاختياره - صلى الله عليه وسلم - لهذا اللفظ، وهو القدوة والأسوة.
(١) وقوله: ودخول مكة نهارًا، والبيت، ومن كداء لمدني، والمسجد من باب بني شيبة، وخروجه من كدى، هو لما ثبت عن ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل مكة من الثنية العليا التي بالبطحاء، وخرج من الثنية السفلى، متفق عليه. وثبت عن عائشة رضى الله عنها أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما جاء مكة دخل من أعلاها، وخرج من أسفلها، متفق عليه أيضًا.
وقوله: والبيت، أي يستحب دخول البيت من غير تقييد بليل ولا نهار، أما دخولها نهارًا فقد ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه دخل البيت نهارًا. قال الحطاب: فقد أخذ جواز دخولها ليلًا من كونه - صلى الله عليه وسلم - جاء إلى عثمان بن شيبة بالسيدة عائشة ليفتحها لها ليلًا، فاعتذر له بأنه لم يفتحها ليلًا لا في الجاهلية ولا في الإِسلام، فوافقه - صلى الله عليه وسلم - وجاء بها إلى الحجر وقال لها:"صَلِّي فيه". ولا يقال: يؤخذ من موافقته له - صلى الله عليه وسلم - على ذلك كراهة دخولها ليلًا، وأنه خلاف الأولى، لأنه - صلى الله عليه وسلم - إنما وافقه تطييبًا لقلبه وتأليفًا له؛ بدليل إتيانه بها إلى الحجر. ا. هـ. منه بلفظه.
وقوله: ومن كداء لمدني إلى آخره، هو ظاهر المدونة والرسالة، غير أن هذا الفرع وأمثاله هو مما يتخرج على الخلاف الواقع في أفعاله - صلى الله عليه وسلم - المركوزة في الجبلة البشرية إذا اقترنت بالعبادة، هل =