للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً وَصِيَّةً لأَزْوَاجِهِمْ مَّتَاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ﴾ قَدْ نَسَخَتْهَا الْآيَةُ الْأُخْرَى فَلِمَ تَكْتُبُهَا أَوْ تَدَعُهَا؟ قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي لَا أُغَيِّرُ شَيْئاً مِنْهُ عَنْ مَكَانِهِ (١). رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : ﴿وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً وَصِيَّةً لأَزْوَاجِهِمْ مَّتَاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ﴾ نُسِخَ بِآيَةِ الْمِيرَاثِ وَنُسِخَ أَجَلُ الْحَوْلِ بِأَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ وَعَشْراً (٢). رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي الطَّلَاقِ.

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ للَّهِ قَانِتِينَ﴾.

• عَنْ عَلَيَ أَنَّ النَّبِيَّ قَالَ يَوْمَ الْأَحْزَابِ (٣): «اللَّهُمَّ امْلَأْ قُبُورَهُمْ وَبُيُوتَهُمْ نَاراً كَمَا شَغَلُونَا عَنْ صَلَاةِ الْوُسْطَى حَتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ». رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَالْبُخَارِيُّ.

• عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «صَلَاةُ الْوُسْطَى صَلَاةُ الْعَصْرِ».


(١) فابن الزبير قال لعثمان : إذا كانت آية ﴿والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجًا وصية لأزواجهم﴾ نسخت بالآية التي نزلت بعدها وهي آية الكتاب فلأي شيء تكتبها، أو قال تتركها في المصحف؟ فقال: لا أغير شيئًا من القرآن عن مكانه.
(٢) قوله نسخ أي الحكم المفهوم من الآية وهو الوصية للزوجة واعتدادها سنة كاملة (فالوصية نسخت بآية الميراث وهي: ﴿وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ﴾ والعدة سنة نسخت بآية ﴿يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا﴾ والنسخ لغة الإزالة، والنقل كنسخ الظل بالشمس وكنسخ الكتاب. واصطلاحًا بيان انتهاء الحكم، والنسخ قد يكون للفظ والحكم كآية ﴿عشر رضعات معلومات يحرمن﴾ نسخت بخمس معلومات يحرمن، وبقى حكمها دون تلاوتها. وقد يكون اللفظ دون الحكم كالشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم. وقد يكون للحكم دون اللفظ كآية ﴿والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعا إلى الحول﴾ وحكمة النسخ التخفيف عن العباد والرحمة بهم فإنه مثلا لو بقيت الوصية للزوجة لكان مظنة الهضم والإجحاف بها ولو بقيت عدة الوفاة سنة لشق هذا على الناس فقضت الحكمة برحمتهم والتخفيف عنهم، قال الله تعالى ﴿ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير".
(٣) يوم الأحزاب أي غزوة الأحزاب التي حفروا لها الخندق. اللهم املأ بيوتهم وقبورهم أي الكفار الذين جاءوا لقتالنا، فإنهم شغلونا عن الصلاة الوسطى وهي العصر حتى غابت الشمس.

<<  <  ج: ص:  >  >>