للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن تصبح وتمسى وفي قلبِكَ غش لأحد من رعيتك فإن النبي ? قَالَ: «من أصبح لهم غاشاً لم يرح رائحة الجنة» .

فبكي هارون وَقَالَ له: عَلَيْكَ دين؟ قَالَ: نعم دين لربي يحاسبني عليه، فالويل لي إن سألني، والويل لي إن ناقشني والويل لي إن لم ألهم حجتي قَالَ: إنما أعني دين العباد.

قَالَ: إن ربي لم يأمرني بهذا، أمر ربي أن أوحده وأطيع أمره، فَقَالَ عز وجل: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} .

فَقَالَ له: هذه ألف دينار خذها فأنفقها على عيالك وتقوَّ بها على عبادتك. فَقَالَ: سبحان الله أنا أدلك على طريق النجاة وأنت تكافئني بمثل هذا؟ سلمك الله ووفقك.

ثم صمت فلم يكلمنا فخرجنا من عنده فلما صرنا على الباب قَالَ هارون: أبا عباس إذا دللتني على رجل فدلني على مثل هذا، وهذا سيد المسلمين.

فدخلت عليه امرأة من نسائه فَقَالَ: يا هذا قد ترى ما نحن فيه من ضيق الحال فلو قبلت هذا المال فتفرجنا به. فَقَالَ لها: مثلي ومثلكم كمثل قوم كان لهم بعير يأكلون من كسبه فلما كبر نحروه فأكلوا لحمه.

فلما سمع هارون هذا الكلام قَالَ: ندخل فعسى أن يقبل المال فلما علم الفضل خرج فجلس في السطح على باب الغرفة، فجاء هارون فجلس إلى جنبه فجعل يكلمه فلا يجبيبه فبينا نحن كذلك إذ خرجت جارية سوداء فقالت يا هذا قد أتعبت الشيخ منذ الليلة فانصرف رحمك الله فانصرف. تأمل يا أخي هل يوجد في

<<  <  ج: ص:  >  >>