للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقَالَ له رجاء بن حيوة: إن أردت النجاة غداً من عذاب الله عز وجل فأحب للمسلمين ما تحب لنفسك واكره لهم ما تكره لنفسك ثم مت إذا شئت.

وإني أقول لك إني أخاف عَلَيْكَ أشد الخوف يوم تزل فيه الأقدام فهل معك رحمك الله من يشير عَلَيْكَ بمثل هذا؟

فبكى هارون بكاءً شديداً حتَّى غشي عليه فقلت له: أرفق بأمير المؤمنين. فَقَالَ: يا ابن أم الربيع تقتله أنت وأصحابُكَ وأرفق به أنا ثم أفاق فَقَالَ له: زدني رحمك الله.

فَقَالَ: يا أمير المؤمنين بلغني أن عاملاً لعمر بن عبد العزيز شكا إليه: فكتب إليه عمر: يا أخي أذكرك طول سهر أهل النار في النار مع خلود الأبد وإياك أن ينصرف بِكَ من عند الله فيكون آخر العهد وانقطاع الرجاء.

قَالَ: فلما قرأ الكتاب طوي البلاد حتَّى قدم على عمر بن عبد العزيز فَقَالَ له: ما أقدمك؟ قَالَ: خلعت قلبي بكتابِكَ لا أعود إلى ولاية أبداً حتَّى ألقى الله عز وجل.

قَالَ: فبكى هارون بكاءً شديداً ثم قَالَ له: زدني رحمك الله. فَقَالَ: يا أمير المؤمنين إن العباس عم المصطفى ? جاء النبي ? فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أمِّرني على إمارة فَقَالَ له النبي ?: «إن الإمارة حسرة وندامة يوم القيامة فإن استطعت أن لا تكون أميراً فافعل» .

فبكى هارون بكاءً شديداً وَقَالَ له: زدني رحمك الله فَقَالَ: يا حسن الوجه أنت الَّذِي يسألك الله عز وجل عن هذا الخلق يوم القيامة، فإن استطعت أن تقى هذا الوجه من النار فافعل، وإياك

<<  <  ج: ص:  >  >>