للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زمننا من يرد حطام الدنيا إذ عرض عليه لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. والله أعلم وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّد آلِهِ وَسَلَّمَ.

اللهُمَّ اختم بالأعمال الصالحات أعمارنا وحقق بفضلك آمالنا وسهل لبلوغ رضاك سبلنا وحسن في جميع الأحوال أعمالنا يا منقذ الغرقي ويا منجي الهلكى ويا دائم الإحسان أذقنا برد عفوك وأنلنا من كرمك وجودك ما تقر به عيوننا من رؤيتك في جنات النعيم وَاْغِفرْ لَنَا وَلِوَالِدَيْنَا وَلِجَمِيعِ المُسْلِمِينَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّد وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.

(فَصْلٌ)

دخل سليمان بن عبد الملك المدينة فأقام بها ثلاثاً فَقَالَ: أما هاهنا رجل ممن أدرك أصحاب رسول الله ? يحدثنا؟ فقِيلَ له ها هنا رجل يقال له أبو حازم.

فبعث إليه فجاء فَقَالَ سليمان: يا أبا حازم ما هذا الجفاء؟ فَقَالَ له أبو حازم: وأي جفاء رأيت مني؟ فَقَالَ له: أتاني وجوه المدنية كلهم ولم تأتني.

فَقَالَ: ما جرى بيني وبينك معرفة أتيك عليها، قَالَ: صدق الشيخ يا أبا حازم ما لنا نكره الموت؟ قَالَ: لأنكم عمرتم دنياكم وخربتم آخرتكم فأنتم تكرهون أن تنقلوا من العمران إلى الخراب، قَالَ: صدقت.

يا أبا حازم فكيف القدوم على الله تعالى؟ قَالَ: أما المحسن فكالغائب يقدم على أهله فرحاً مسروراً، وأما المسيء فكالآبق يقدم على مولاه خائفاً محزوناً.

فبكى سليمان وَقَالَ: ليت شعري ما لنا عند الله يا أبا حازم فَقَالَ أبو حازم: إعراض نفسك على كتاب الله فإنك تعلم ما لك عند الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>