للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على عباده، يوجد سوء ظن باللَّه يتناسب مع هذا الخلل، سواء كان بجهل أسماء اللَّه وما تدل عليه من الصفات، أو جهل بعض تفاصيل القدر وتوحيد الألوهية، أو كان بفهمها فهماً يخالف الحق الذي دل عليه الكتاب والسنة.

والظن السيئ دافع إلى الضلال، ومولد لإرادات الشر وخواطره في القلب، وهو منفذ للشيطان لإضلال الإِنسان.

وقد بيّن اللَّه تعالى أن الظن السّيّئ باللَّه - عند طائفة من الكفار - كان سبباً في ضلالهم وهلاكهم، حيث قال سبحانه: {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلآ أَبْصَارُكُمْ وَلاَ جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّه لاَ يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَوذلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنْ الخَاسِرِينَ} ١.

فانظر إلى هذا الظن السّيّئ - الناتج عن جهلهم بصفات اللَّه وعلمه المحيط، وهو اعتقادهم أن اللَّه لا يعلم كثيراً مما يعملون - وما نتج عنه من الأعمال الضالة الشريرة التي أركستهم في الضلال والخسران.

وهذا البيان المتكامل في آيات القرآن يؤكد على أن سبيل


١ سورة فصلت الآيتان رقم (٢٢-٢٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>