للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شيء مقامه، ولا ينتفع به حيث يحتاج إلى اليقين"١.

فالظن وإن صدقه أصحابه واعتقدوه فلن ينفع في تصويب أعمالهم التي لم يستندوا فيها إلى الهدى الذي بينه اللَّه بواسطة رسله.

ولن ينفعهم تصديقهم بهذه الظنون وعملهم بها عند اللَّه، كما لم ينتفع صاحب السراب منه بشيء، وسوف يجازيهم عليها بما يستحقون.

وقال تعالى: {إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَآءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمْ الهُدَى} ٢.

وهذه الآية تضيف معنى آخر إلى ما دلت عليه الآيات السابقة، وهو كون الضالين قبلوا تلك الظنون لموافقتها لهوى نفوسهم دون أن يعرضوها على عقولهم ويُنْعِمُوا فيها النظر ليتبين لهم زيغها.

كما دلت الآية على أن الهدى جاءهم من ربهم بواسطة رسله وكتبه، وأنهم أعرضوا عنه إلى الظنون وما تهوى الأنفس، فأوقعهم ذلك في الضلال.

وأخطر الظنون السيئة المردية الظن السّيّئ باللَّه تعالى، والذي مردّه إلى الجهل أو الضلال في باب التوحيد.

فالخلل في معرفة الخالق تبارك وتعالى، أو حكمته وقدره، أو حقه


١جامع البيان، (٦/٥٦١) .
٢ سورة النجم الآية رقم (٢٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>