الالتزام بالتكليف في نصوص كثيرة، منها قوله تعالى:{فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}[النور:٦٣] .
وقال صلى الله عليه وسلم:" كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى، قالوا: يا رسول الله ومن يأبى؟ قال: من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى "١.
وليس الغرض الكلام على تفاصيل التكاليف، وإنما بيان أن القيام بمقتضى التكليف أساس مهم في الإيمان الصحيح الراسخ الذي يتحصن به العبد ضد الفكر الخبيث، ويتحصل به على الثمرات المباركة التي يكرم الله بها أولياءه.
والقيام بمقتضى التكليف مشروط بشرطين هامين هما الإخلاص والمتابعة. وسوف يجري الكلام عليهما في الأساس الرابع، والخامس.
الأساس الرابع: الإخلاص لله في العبادة
والمراد أن العبد إذا ستبرأ من الشرك وأهله وآمن بالله وما أخبر به من الأمور الغيبية وانقاد لموجب الأمر، واجتنب ما يُنهى عنه، فإنه لا يتحقق الإيمان إلا بالإخلاص لله في عبادته. فالإخلاص في العبادة هو حق الله الذي أمر به عباده.
١ رواه البخاري، كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، باب الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ح (٧٢٨٠) ج١٣/٢٤٩.