للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال الله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} [البينة:٥] .

وقال صلى الله عليه وسلم في حديث معاذ١ رضي الله عنه: " فإن حق الله على العباد أن يعبدوه، ولا يشركوا به شيئاً "٢.

والإخلاص هو أن يقصد العبد بكل عباداته وجه الله تعالى. فلا يشرك معه في العبادة المعينة أحداً، ولا يصرف جنس العبادة لغيره.

قال تعالى مبيناً نية عباده الذين رضي عنهم وأشاد بصنيعهم: {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُوراً} [الإنسان:٩] .

والإخلاص في العبادة أساس الحنيفية ملة إبراهيم وهو الأمر الذي تميز به الحنفاء أتباع الأنبياء عن غيرهم من الأدعياء الذين ينتسبون إلى الأديان السماوية وهي منهم براء. فالفارق الأساس هو التوحيد الخالص


١ هو الصحابي الجليل معاذ بن جبل بن عمرو الخزرجي الأنصاري. أعلم الصحابة بالحلال والحرام. توفي سنة ١٧ وقيل ١٨هـ.
انظر: سير أعلام النبلاء ١/٤٤٣ وتهذيب التهذيب ١٠/١٨٦.
٢ متفق عليه. البخاري، كتاب الجهاد، باب اسم الفرس والحمار، ح (٢٨٥٦) الصحيح مع الفتح ٦/٥٨. ومسلم كتاب الإيمان، باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعاً، ح (٣٠) ١/٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>