قوله:"عراة غرلا بهما"، الحديث [وتقدم] الكلام على العراة والغرل. وأما البهم فجمع بهيم وهو في الأصل الذي لا يخالط لونه لون سواه يعني ليس فيهم شيء من العاهات والأعراض التي تكون في الدنيا كالعمى والعور والعرج والبرص وغير ذلك وإنما هي أجساد مصحّحة لخلود الأبد في الجنة أو النار. وقال بعضهم: روي في تمام الحديث قيل: وما البهم؟ قال: ليس معهم شيء يعني من أعراض الدنيا، وقيل عراة ليس عليهم من متاع الدنيا شيء، وهذا يخالف الأول من حيث المعنى ومنه الحديث في خيل دهم بهم. قوله:"ثم يناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب" الصوت معلوم ولا يجوز على كلام اللَّه تعالى صفته وأنه لا يحل لمسلم أن يعتقد أن كلام اللَّه تعالى صوت وحرف من طريق العقل والشرع وقد دل الدليل العقلي على استحالة قيام الصوت بالقديم سبحانه وتعالى لأن الصوت والحرف مخلوقان وكلام اللَّه سبحانه وتعالى [يجل] عن ذلك كله وأما من طريق الشرع فلأنه لم يرد في وصف كلام اللَّه سبحانه وتعالى حرف وصوت من طريق صحيحة ولفظ النداء لا يحتاج إلى تأويل بل إطلاقه ورد به الكتاب العزيز، ولفظ الصوت يقبل التأويل ومعناه أنه [تعالى وتقدَّس] يأمر [مناديا] ينادي بصوت أن اللَّه يقول: أنا الملك أنا الدين، فيتفق المعقول مع المنقول. وقال بعضهم أيضًا: معناه يجعل ملكا من ملائكته يناديهم بصوته أو صوت يحدثه اللَّه تعالى يسمع الناس، ومنه رواية أبي [ذر]، [فيُنادي] على ما لم يُسم فاعله واللَّه أعلم. قوله:"أنا الملك أنا الديان" الحديث، قيل هو