للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

شرحه هذا منه -صلى الله عليه وسلم- إخبار عن غير الشهداء فإنه قد تقدم أن أرواحهم في حواصل طير خضر تسرح في الجنة وتأكل من ثمارها وغير الشهداء إما مؤمن وإما غير مؤمن وهو الكافر، فهذا يرى مقعده من النار غدوا وعشيا، وهذا هو المعنيّ بقوله تعالى: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا} (١) الآية، وأما المؤمن المؤاخذ بالذنب فله مقعدان مقعد في النار زمن تعذيبه ومقعد في الجنة بعد إخراجه، فهذا يقتضي أن يعرضا عليه بالغداة والعشي إلا إذا قلنا أنه أراد بأهل الجنة كلّ من يدخلها كيف ما كان فلا يحتاج إلى ذلك التفسير وهذا الحديث وما في معناه يدلّ على أن الميت ليس بعدم وإنما هو انتقال من حال إلى حال ومفارقة الروح البدن ويجوز أن يكون هذا العرض [على الروح وحده وأن تكون] (٢) على الروح مع جزء من البدن والغداة والعشي إنما هو بالنسبة إلى الحي لا بالنسبة إلى الميت إذ لا يتصور في حقه شيء من ذلك (٣) واللّه أعلم، اهـ، قاله في الديباجة.

وقال بعض العُلماء: هذا الحديث يدلّ على أن [الأرواح] ليست في الجنة وإنما تعرض عليها بكرة وعشيا [وكذا ذكر ابن عطية وغيره] (٤)، وهذا لا حجة لهم فيه لوجهين: أحدهما: أنه يحتمل أن يكون العرض بكرة وعشيا


(١) سورة غافر، الآية: ٤٦.
(٢) سقطت هذه العبارة من النسخة الهندية.
(٣) التذكرة (ص ٤٢٦ - ٤٢٧).
(٤) سقط هذه العبارة من النسخة الهندية.