للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

على الروح المتصلة بالبدن، فالروح وحدها في الجنة فيكون [الإشارة] والتخويف للجسد في هاتين الوقتين باتصال الروح به، وأما الروح فيه أبدًا في تنعم أو عذاب، والوجه الثاني أن الذي يعرض بالغداة والعشي هو مسكن ابن آدم الذي يستقر فيه في الجنة أو النار وليست الروح مستقرة فيه في مدّة البرزخ وإن كانت في الجنة أو النار، ولهذا جاء في حديث البراء بن عازب أن المؤمن إذا فتح له في قبره باب إلى الجنة وقيل له هذا منزلك فيقول رب أقم الساعة حتى أرجع إلى أهلي ومالي (١) وسيأتي الحديث قريبا بتمامه (٢). وأما السَّلام على أهل القبور فلا يدلّ على استقرار أرواحهم على أفنية قبورهم فإنه يسلم على قبور الأنبياء والشهداء وأرواحهم في أعلى عليين ولكن لها مع ذلك اتصال سريع بالجسد ولا يعلم كنه ذلك وكيفيته على الحقيقة إلا اللّه تعالى ويشهد لذلك الأحاديث المرفوعة والموقوفة أن النائم يعرج بروحه إلى العرش هذا مع أتعلقها، ببدنه وسرعة عودها إليه عند استيقاظه فأرواح الموتى المتجردة عن أبداخهم أولى بعروجها إلى السماء وعودها إلى القبر في مثل تلك السرعة واللّه أعلم (٣)، اهـ.


(١) أخرجه أحمد (١٨٥٣٤)، والرويانى (٣٩٢)، والحاكم (١/ ٣٧ - ٣٨). وصححه الحاكم ووافقه الذهبى. وصححه الألبانى في المشكاة (١٦٣٠) والجنائز (١٥٥) وصحيح الترغيب (٣٥٥٨).
(٢) أهوال القبور (ص ١١٦).
(٣) أهوال القبور (ص ١١٦ - ١١٧).