للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فإنه أعظم آفة الشيطان في استغواء الإنسان. قال الفاكهاني وأنشد بعض أصحابه لعبد الملك الشريشي:

إِذَا مَا اضْطُرِرْتَ إِلَى كَلِمَةٍ ... فَدَعْهَا وَبَابَ السُّكُوتِ اقْصِدِ

فَلَوْ كَانَ نُطْقُكَ مِنْ فِضِّةٍ ... لَكَانَ سُكُوتُكَ مِنْ عَسْجَدِ

وبالجملة فالأولى للإنسان التقلل من الكلام ما استطاع ما لم تتعلق بذلك مصلحة دينية أو دنيوية وخصوصا بعد العشاء خشية أن ينام عن الصبح بسبب سهره أول الليل واللَّه أعلم.

٤٣٦٤ - وَعَن أمة بنت الحكم الغفارية رَضِي اللَّه عَنْهَا قَالَت سَمِعت رَسُول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يَقُول إِن الرجل ليدنو من الْجنَّة حَتَّى مَا يكون بَينه وَبَينهَا إِلَّا قيد رمح فيتكلم بِالْكَلِمَةِ فيتباعد مِنْهَا أبعد من صنعاء. رواه ابن أبي الدنيا (١) والأصبهاني (٢) كلاهما من رواية محمد بن إسحاق.

وعن أمة بنت الحكم الغفارية، وفي بعض النسخ آمنة روى عنها ابنها حكيم.

قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: إن الرجل ليدنو من الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا قيد رمح فيتكلم بالكلمة فيتباعد منها أبعد من صنعاء الحديث.

والدنو من الجنة القرب منها جعلنا اللَّه من أهلها وقيد الرمح هو قدره والمراد بصنعاء هي صنعاء اليمن وهي مدينة كبيرة وهي متصلة العمارة كثيرة


(١) الصمت لابن أبي الدنيا (٤٢٧).
(٢) قوام السنة في الترغيب والترهيب (٢٣٨٩)، وأخرجه أحمد (١٦٦١٠، ٢٣١٩٩)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٣٤٥٨)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (٨٠٩٣)، وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (١٧١٧).