للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قوله لا يُلقي لها بالا الصواب ضم الياء وكسر القاف أي لا يحضر لها قلبه ويتكلم بها بالكفر، قال اللَّه تعالى: {أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} (١) أي شاهد بالقلب ليس بغافل وفي بعض النسخ بفتح الياء والقاف، قال بعض أهل العلم وهذا كالكلام عند الملوك والولاة بما يحصل به خير عام أو شر عام ومنه الكلمة التي تتضمن هدم سُنَّة أو إقامة بدعة أو إبطال حق أو تحقيق باطل أو سفك دم مسلم أو استحلال فرج حرام أو دم حرام أو انتهاك عرض محرم أو إيقاع العداوة والبغضاء بين المسلمين أو قطيعة رحم أو التفريق بين المرء وزوجه ونحو ذلك، اهـ قاله ابن النحاس (٢).

قوله يرفع اللَّه بها درجات وهو صحيح أي درجاته أو يكون تقديره يرفعه.

قوله -صلى اللَّه عليه وسلم- إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب اللَّه له بها رضوانه إلى يوم يلقاه الحديث.

الرضوان ضده السخط وأنه ينجي من شر اللسان إلا أن يلجم بلجام الشرع فلا يطلق إلا فيما يحمد ينفعه في الدنيا والآخرة ويكفه عن كل ما تخشى غائلته في عاجله وآجله وعلم ما يحمد إطلاق اللسان فيه أو يذم غامض عزيز والعمل بمقتضاه على من عرفه ثقيل عسير وأعصى الأعضاء على الإنسان اللسان فإنه لا تعب في تحريكه ولا مؤنة في إطلاقه وقد تساهل الخلق في الاحتراز عن آفاته وغوائله والحذر من مصائده وحبائله،


(١) سورة ق، الآية: ٣٧.
(٢) تنبيه الغافلين (ص ٢٦٤ - ٢٦٥).