حنينًا، وأعطاه من غنائم هوزان مائة بعير وأربعين أوقية، كان هو وأبوه من المؤلفة قلوبهم ثم حسن إسلامهما، ولما بحث أبو بكر الصديق الجيوش إلى الشام سار معاوية مع أخيه يزيد، فلما مات يزيد استخلفه على عمله بالشام وهو بدمشق فأقره عمر - رضي الله عنه - مكانه، ولما ولاه عمر بن الخطاب الشام مكان أخيه يزيد بقي أميرًا خلافة عمر ثم أقره عثمان، وولي الخلافة بعد ذلك عشرين سنة تقريبا، ولي دمشق أربع سنين في خلافة عمر، واثنتا عشرة سنة من خلافة عثمان مع ما أضاف إليه من باقي الشام، وأربع سنين تقريبًا أيام خلافة علي وستة أشهر خلافة الحسن، وسلم إليه الحسن الخلافة سنة إحدى وأربعين، وقيل: سنة أربعين، والأول أصح، واتفقوا على أنه توفي بدمشق، والمشهور أنه توفي يوم الخميس لثمان بقين من رجب، وقيل: لنصف رجب سنة ستين من الهجرة، وقيل: سنة تسع وخمسين، وهو ابن اثنتين وثمانين سنة، وقيل: غير ذلك، وروي عنه أنه قال: ما زلت أطمع بالخلافة منذ قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن وليت فأحسن"، ومناقبه كثيرة مشهورة، روي له عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مائة حديث وثلاثة وستون حديثا، اتفق البخاري ومسلم منها على أربعة أحاديث، وانفرد البخاري أربعة، ومسلم بخمسة، والله أعلم (١).
قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إلا أن من كان قبلكم افترقوا على ثنتين وسبعين ملة" الحديت، اختلف في أهل الكتاب من هم؟ هم اليهود والنصارى دون غيرهم كمن