للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

يؤمن بزبور داود وصحف إبراهيم وشيث، فلا يسمون أهل الكتاب؛ لأن الزبور فيه مواعظ فقط، فلذلك لا يسمون بخلاف التوراة والإنجيل، وقد قال الله تعالى: {أَنْ تَقُولُوا إِنَّمَا أُنْزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنَا} (١) اليهود والنصارى، وعلى هذا القول: اختلف العلماء في طائفتين من هم، وهم: السامرة ضرب من اليهود، والصابئة ضرب من النصارى، هل يقاتلون مقاتلة اليهود والنصارى أم لا، فالذي أفتى به أبو سعيد الاصطخري لما استفتاه القاهر من خلفاء بني العباس في الصابئين أنهم يقتلون، وعلل ذلك بأنهم يعتقدون أن الفلك حي ناطق وأن الكواكب السبعة آلهة مدبرة، والمذهب المشهور أنهم إن وافقوا اليهود والنصارى في أصول دينهم كانوا منهم وإن خالفوهم لم يكونوا منهم، وكان حكمهم حكم عبدة الأوثان (٢)، والله أعلم، قاله في الديباجة.

قوله: "افترقوا على ثنتين وسبعين ملة"، والملة: ما شرع الله لعباده على لسان النبي - صلى الله عليه وسلم - ليتوصلوا به إلى النجاة، ثم توسع فيها بعد ذلك فاستعملت في الملل الباطلة (٣).

قوله: "وأن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين" قال بعض العلماء: الفرقة التي زادت في هذه الأمة هي التي تبغض العلماء وتعادي الفقهاء،


(١) سورة الأنعام، الآية: ١٥٦.
(٢) انظر المجموع شرح المهذب (١٦/ ٢٣٢ - ٢٣٥).
(٣) شرح المشكاة (٢/ ٦٤٠)، وكشف المناهج (١/ ١٤٥).