يقول، وهو يريد المرثية: أستغفر الله لشخص مضى بالموت وفقد، وغيب في لحده وبعد، ونداه أقل خصاله، والذي يقع منه موقع الذنب؛ لتصاعده عند جليل خلاله.
ثم قال مشيرا إلى الشخص الذي كنى به عن المرثية: وكان من عدد عنده ما يوليه من الأفضال، وواجهه بما يتابعه من الإنعام، يواقع من يكرهه لذلك، (أي) كالذي يواقعه لترفعه عن الإمتنان، وإستقلاله لعظيم ما يوليه من الإحسان.
ثم قال مشيرا إلى الشخص المذكور: يريد العيش لما يكسبه من الحمد، ويعتقد فيه من الشرف والمجد، ولا يريده لاستدامة النعمة، والاغتباط برفاهية العيشة.
يَحسَبُهُ دافِنُهُ وَحدَهُ ... وَمَجدُهُ في القَبْرِ مِنْ صَحْبِهِ
وَيَظهَرُ التَّذكِيرُ في ذِكْرِهِ ... وَيُستَرُ التَّأنيثُ في حُجْبِهِ
يقول، وهو يريد الشخص الذي كنى به عن المرثية: يحسبه دافنه مفردا بنفسه، ومتوحدا في لحده، كسائر المقبورين، ومن سواه مم عهد من المدفونين، والمجد مدفون بدفنه، ومغيب معه في لحده.
ثم قال: ويظهر في ذكره التذكير بجلالة وصفه، وما ترفعه أفعاله من قدره، والتأنيث فيما تطويه الأستار من شخصه، وما تشتمل عليه الصيانة من حقيقة أمره.
ثم قال مشيرا إلى المرثية، وأنها عمة عضد الدولة: أخت أبي خير مليك تواضعت الملوك لقدره، وامتثلت الجماعات ما يرد عنه من أمره، ودعا فأجابت الجيوش الحافلة دعوته، وبادرت السيوف والرماح فيها تلبيته.
يا عَضُدَ الدَّوْلَةِ مَنْ رُكنُهَا ... أَبُوهُ والقَلبُ أَبُو لُبِّهِ