للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٨٨٣ - أوحى الله إلى ملك من الملائكة أن اقلب مدينة كذا وكذا على أهلها، قال: فقال: «يا رب إن فيها عبدًا لم يعصك طرفة عين»، قال: «اقلبها عليه وعليهم، فإن وجهه لم يتمَعّر فيَّ ساعةً قط» (١).

٨٨٤ - أوحى الله تعالى إلى موسى - عليه السلام -: إنك لن تتقرب إليَّ بشيء أحبَّ إليَّ من الرضا بقضائي، ولم تعمل عملًا أحبط لحسناتك من الكبرياء، يا موسى! لا تضرع إلى أهل الدنيا فأسخط عليك، ولا تخف بدينك لدنياهم فأغلق عليك أبواب رحمتي، يا موسى! قل للمذنبين النادمين: أبشروا، وقل للعاملين المعجبين: اخسروا.

٨٨٥ - أوحى الله تعالى إلى نبي من الأنبياء أنْ قُلْ لفلان العابد: «أما زهدك في الدنيا فتعجلت راحة نفسك وأما انقطاعك إلي فتعززت بي فماذا عملت فيما لي عليك؟»، قال: «يا رب! وماذا لك علَيَّ؟»، قال: «هل عاديتَ فيَّ عدوًّا؟ أو هل والَيْتَ فيَّ وليًّا؟» (٢).

٨٨٦ - أوحى الله - عز وجل - إلى إبراهيم - عليه السلام -: «يا خليلي! حَسّنْ خلقك ولو مع الكفار تدخلْ مداخل الأبرار، فإن كلمتي سبقت لمن حسن خلقه: أن أظله تحت عرشي، وأن أسقيه من حظيرة قدسي، وأن أدنيه من جواري».

٨٨٧ - أوحى الله - عز وجل - إلى داود النبي - عليه السلام -: «يا داود! ما من عبد يعتصم بي دون خلقي، أعرف ذلك من نيته، فتكيده السموات بمن فيها إلا جعلت له


(١) قال تعالى: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} (الأنفال: ٢٥). بل تصيب فاعل الظلم وغيره، وذلك إذا ظهر الظلم فلم يغير، فإن عقوبته تعم الفاعل وغيره، اتقاء هذه الفتنة يكون بالنهي عن المنكر، وقمع أهل الشر والفساد، وأن لا يمكنوا من المعاصي والظلم مهما أمكن. (انظر تفسير السعدي).
(٢) عن عكرمة عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - لأَبِي ذَرٍّ: «أَيُّ عُرَى الإِيمَانِ - أَظُنُّهُ قَالَ -: أَوْثَقُ؟»، قَالَ: «اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ»، قَالَ: «الْمُوَالاةُ فِي اللهِ، وَالْمُعَادَاةُ فِي الله، وَالْحُبُّ فِي اللهِ، وَالْبُغْضُ فِي اللهِ» (رواه الطبراني، وحسّنه الألباني).

<<  <  ج: ص:  >  >>