للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٨٢٤ - إن من نعمة الله على العبد أن يشبهه ولدُه.

٨٢٥ - إن موسى بن عمران مَرَّ برجُلٍ وهو يضطرب، فقام يدعو له أن يعافيه، فقيل له: «يا موسى إنه ليس الذي يصيبه خبط من إبليس، ولكنه جوع نفسه لي فهو الذي ترى، إني أنظر إليه كل يوم مرات أتعجب من طاعته لي، فمُرْهُ فليَدْعُ لك فإن له عندي كل يوم دعوة».

٨٢٦ - إن نفس المؤمن إذا قُبِضَت تلقّاها من أهل الرحمة من عباده كما يتلقون البشير من الدنيا، فيقولون: «أنظروا صاحبكم يستريح، فإنه قد كان في كرب شديد»، ثم يسألونه: «ماذا فعل فلان؟ وما فعلت فلانة هل تزوجت؟»، فإذا سألوه عن الرجل قد مات قبلُ فيقول: «أيهات (١) قد مات ذلك قبلي»، فيقولون: «إنا لله وإنا إليه راجعون، ذهب به إلى أمه الهاوية، فبئست الأم وبئست المربية». وإن أعمالكم تعرض على أقاربكم وعشائركم من أهل الآخرة، فإن كان خيرًا فرحوا واستبشروا، وقالوا: «اللهم هذا فضلك ورحمتك، وأتمم نعمتك عليه وأمِتْه عليها»، ويعرض عليهم عمل المسيء فيقولون: «اللهم ألهِمْه عملًا صالحًا ترضى به عنه وتقربه إليك» (٢).


(١) هيهات: كلمة تبعيد مبنية على الفتح، وناس يكسرونها، وقد تبدل الهاء همزة فيقال: أيْهات.
(٢) عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ سدد خطاكم أَنَّ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وآله وسلم - قَالَ: «إِذَا حُضِرَ الْمُؤْمِنُ أَتَتْهُ مَلاَئِكَةُ الرَّحْمَةِ بِحَرِيرَةٍ بَيْضَاءَ فَيَقُولُونَ: «اخْرُجِى رَاضِيَةً مَرْضِيًّا عَنْكِ إِلَى رَوْحِ اللهِ وَرَيْحَانٍ وَرَبٍّ غَيْرِ غَضْبَانَ». فَتَخْرُجُ كَأَطْيَبِ رِيحِ الْمِسْكِ حَتَّى أَنَّهُ لَيُنَاوِلُهُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا حَتَّى يَأْتُونَ بِهِ بَابَ السَّمَاءِ فَيَقُولُونَ: «مَا أَطْيَبَ هَذِهِ الرِّيحَ الَّتِى جَاءَتْكُمْ مِنَ الأَرْضِ». فَيَأْتُونَ بِهِ أَرْوَاحَ الْمُؤْمِنِينَ فَلَهُمْ أَشَدُّ فَرَحًا بِهِ مِنْ أَحَدِكُمْ بِغَائِبِهِ يَقْدَمُ عَلَيْهِ فَيَسْأَلُونَهُ: «مَاذَا فَعَلَ فُلاَنٌ مَاذَا فَعَلَ فُلاَنٌ»، فَيَقُولُونَ: «دَعُوهُ فَإِنَّهُ كَانَ فِى غَمِّ الدُّنْيَا»، فَإِذَا قَالَ: «أَمَا أَتَاكُمْ»، قَالُوا: «ذُهِبَ بِهِ إِلَى أُمِّهِ الْهَاوِيَةِ»، وَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا احْتُضِرَ أَتَتْهُ مَلاَئِكَةُ الْعَذَابِ بِمِسْحٍ فَيَقُولُونَ: «اخْرُجِى سَاخِطَةً مَسْخُوطًا عَلَيْكِ إِلَى عَذَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ». فَتَخْرُجُ كَأَنْتَنِ رِيحِ جِيفَةٍ حَتَّى يَأْتُونَ بِهِ بَابَ الأَرْضِ فَيَقُولُونَ: «مَا أَنْتَنَ هَذِهِ الرِّيحَ» حَتَّى يَأْتُونَ بِهِ أَرْوَاحَ الْكُفَّارِ». (رواه النسائي، وصححه الألباني).

<<  <  ج: ص:  >  >>