للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وجاءت في التخيير والتمليك والتحريم روايات عن الصحابة مختلفة، خالفوها كلها قد تقصيناها في مكان آخر، واقتصرنا ههنا على التنبيه عليها فقط (١).

واحتجوا لقولهم في جُعل الآبق برواية عن ابن مسعود (٢)، وخالفوه فيها نفسها؛ لأن ابن مسعود لم يحد في ذلك مَا حَدُّوهُ من أكثر من ثلاث، وجاء أيضا عن غير ابن مسعود من الصحابة وغيرهم خلاف قولهم (٣).

وصح عن ابن مسعود فيمن يحلف بسورة من القرآن، فعليه بكل آية منها كفارة يمين، ولا يعرف له في ذلك مخالف من الصحابة فخالفوه.

حَدَّثناه محمد بن سعيد بن نبات، حدثنا أحمد بن عبد البصير، حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا محمد بن عبد السلام الخشني حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا سفيان الثوري عن أبي سنان - هو ضرار بن مرة (٤) - عن عبد (٥) الله بن أبي


(١) سيذكر المؤلف روايات هؤلاء الصحابة بعد حين.
(٢) مضى تخريج أثر ابن مسعود في جعل الآبق.
(٣) كعلي - رضي الله عنه - وقد مرت الرواية عنه في ذلك.
(٤) ضرار بن مرة الكوفي أبو سنان الشيباني الأكبر عن أبي صالح السمان وسعيد بن جبير وطائفة، وعنه شعبة وشريك والسفيانان وأمم، وثقه النسائي والقطان وقال أبو حاتم: "ثقة لا بأس به". توفي سنة ١٣٢ هـ. أخرج له مسلم والترمذي والنسائي.
انظر: تاريخ البخاري (ج ٢/ ص ٣٣٩) وثقات ابن شاهين (ص ١٧٨) وتهذيب التهذيب (ج ٢/ ص ٥٧٤) والخلاصة (ص ١٧٧).
(٥) في النسختين: "عبيد" والتصحيح من مصدر تخريج الخبر.