للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

بالسواك" (١) أي: أمر إيجاب، فإن مطلَق الأمر قد ورد في قوله: "استاكوا" (٢).

وأمثلة ذلك كثيرة جدًّا.

وأمَّا التأويلات البعيدة فذكرت في النَّظم منها مثالين:

أحدهما: تأويل الحنفية قوله - صلى الله عليه وسلم - لغيلان بن سلمة وقد أسلم على عشر نسوة: "أَمْسِك أربعًا وفارق سائرهن" (٣) على أن المراد: ابتدئ نكاح أربع إنْ شئت بعد مفارقتك [مَن] (٤) تقرر نكاحه مِن الأربع الأوائل.

ونحوه تأويل "الأربع" بالأوائل، أي: أمسك الأربع الأوائل وفارق سائرهن، وهو مَن بقي بعد الأوائل.

ووَجْه بُعده أن مخاطبة مَن تَجدد إسلامه مِن غير سَبْق بيان لشروط النكاح بذلك مع أن الحاجة داعية إليه لِقُرْب عَهْده بالإسلام -في غاية البُعد، ومع أنَّه لم ينقل تجديد قط لا منه ولاِ من غيره.

وأيضًا: فالابتداء يحتاج إلى رِضَى مَن يبتدئها، ويصير التقدير: فارِق الكل، وابتدِئ بعد ذلك مَن شئت. فيضيع قوله: "اختر أربعاً"؛ لأنهن قد لا يرضين -أو بعضهن- أن يرجع إليه.


(١) سبق تخريجه.
(٢) مسند أحمد (رقم: ١٨٣٥)، مصنف ابن أبي شيبة (١٨٠٦)، مسند البزار (٤/ ١٣١، رقم: ١٣٠٢)، سنن البيهقي الكبرى (رقم: ١٥١)، وغيرها. قال الشَّيخ الألباني: ضعيف. (السلسلة الضعيفة: ١٧٤٨). وانظر كلام الحافظ ابن الملقن عليه في (البدر المنير، ٢/ ٤٠).
(٣) سبق تخريجه.
(٤) في (ص، ق): مع.

<<  <  ج: ص:  >  >>