للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصار هو وذريته الذين حازوا فضائل المفاخر، وأذل لهيبتهم كل عنيد من باد وحاضر؛ وملؤوا هذه الجزيرة بإدمان سيف قهرهم، كما ملؤوها بسيف عدلهم وبرهم. واستبشرت بهم الحرمان الشريفان، لما أزالوا عنهما الجور والطغيان، والبناية على القبور، التي ما أنزل الله بها من سلطان، ونادوا في فجاجهما: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ} [سورة النحل آية: ٩٠] .

وكسوا الكعبة المشرفة بالحرير، وسارت الظعينة إليها من العراق والشام واليمن والبحرين، والبصرة وما حولها وما دونها، لا تخشى أحدا إلا الله الواحد المنان؛ وبطلت في زمانهم جوائز الأعراب على الدروب، وسكنت تلك الفتن والحروب، يجلس الرجل ويأكل مع قاتل أبيه وأخيه كالإخوان.

وزالت سنن الجاهلية، وسارت عمالهم إلى جميع الأعراب في الشام والعراق، واليمن وأقصى الحجاز، وما وراء الينبع إلى دون مصر، وإلى عدن وما دون البصرة.

وهدموا المواضع الشركية في تلك الأقطار، وعمروا المساجد للصلاة والتدريس والأذكار؛ والأمر- والحمد لله وحده- مستمر إلى هذا الحين، أدام الباري لهم العز والتمكين، والقيام بشريعة سيد المرسلين.

فإن الناس قيامهم بقيام آثار نبيهم وشرائعه بينهم،

<<  <  ج: ص:  >  >>