أُحضرتْ لهم المياثرُ، وإن أشرقتْ على رؤوسِهم الشمسُ نُصبتْ لهم المظلاتُ ووُضعتْ بين أيديهم أدواتُ الترفيهِ والراحةِ. ذلك فضلُهم في الدنيا أما الآن فقد ذهبَ كلُّ ما ليس للهِ وفي الله أدراجَ الرياحِ، وليس على الغبراءِ اليومَ عَلَمٌ لأحدٍ؛ فهذا يومُ الفائزين بحقٍّ، وظلُّ عرشِ الرحمنِ اليومَ من نصيبِهم.
منهم شابٌّ نشأَ في طاعةِ اللهِ، ورجُلٌ قلبُه معلَّقٌ بالمساجدِ، والمتحابُّون فيه، والذي يُخفي صدقتَه والمتعفِّفُ الذي حَمَى نفسَه من فتنةِ النساءِ والذي يذكرُ اللهَ حتى تفيضَ عيناه بالدموعِ .. وغيرُهم كمَن أَنظَرَ مُعسِراً ومن نفَّسَ عن أخيه كُربةً .. فيناديهم في ظلِّ العرشِ حيث لا يشعرون بِحَرِّ جهنمَ ولا سمومِ الشمسِ ولا كُرُباتِ القيامةِ فيكونُ عليهم ذلك اليومُ الثقيلُ كصلاةِ ظهرٍ أو كصلاةِ عصرٍ ففي الحديثِ: قيل لرسولِ اللهِ ﷺ: يوماً كان مقدارُه خمسين ألفَ سنةٍ ما أطولَ هذا اليومَ؟ فقال رسول الله ﷺ:«والذي نفسي بيدِه إنَّه ليُخفَّفُ على المؤمنِ حتى يكونَ أخفَّ عليه من صلاةٍ مكتوبةٍ يصلِّيها في الدنيا»(١).
وفي الحديث: «تجتمعون يوم القيامة فيقال أين فقراء هذه الأمة ومساكينها؟ فيقومون فيقال لهم: ماذا عملتم؟ فيقولون: ربنا ابتلينا
(١) مسند الإمام أحمد بن حنبل ج ٣/ ص ٧٥ ورقمه ١١٧٣٥. وضعفه الأرناؤوط وذكر الألباني نحوه في صحيح الجامع وصححه بلفظ «يوم القيامة على المؤمنين كقدر ما بين الظهر والعصر».