للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

رضا العملِ لنفسِه ورضاه عن عاملِه وتقريبُه منه وإعلاءُ درجتِه ومنْزلتِه فهذا يُعطيه بغيرِ حسابٍ فهذا لونٌ والأولُ لونٌ) (١).

تلك هي الفئةُ المتميزة .. الفئةُ التي تستحق أن تُدعى بفئة المهمِّين للغايةِ .. أصحابِ الهممِ العاليةِ، والعزائمِ الصادقةِ، هؤلاء كان الرحمن ﷿ يتقبَّلُ أعمالهم بيمينِه ويُربِيها ويُنَمِّيها فاليومَ يُنادَى عليهم ليَطرقوا بابَ الجنةِ قبلَ بدءِ الحسابِ، وأولُ هؤلاء الأوَّلون الْمُقِلُّون من مَلَذَّاتِ الدنيا وأولُهم فقراءُ المهاجرين يدخلون الجنةَ قبل الناس بأربعين سنةً، قال لعبد الله بن عمروٍ : «أتعلمُ أولَ زُمرةٍ تَدخلُ الجنةَ من أمتي؟ فقراءُ المهاجرين يأتون يومَ القيامةِ إلى بابِ الجنةِ ويستفتحون فتقولُ لهم الخزَنةُ أَوَقَدْ حُوسبْتُم قالوا بأيِّ شيءٍ نُحاسَبُ وإنَّما كانت أسيافُنا على عواتقِنا في سبيلِ اللهِ حتى مِتْنا على ذلك قال فيُفتَحُ لهم فيَقِيلون فيه أربعين عاماً قبل أن يدخلَ الناسُ» (٢).

ومن تلك الفئةِ المتميزةِ، فئةُ الأغنياءِ الصالحين الذين كانوا يقولون بالمالِ هكذا وهكذا في وجوهِ الخيرِ، ومنهم ذوو السلطانِ وغيرُهم حيث ينادَى عليهم ليُظلَّهم الرَّبُّ ﷿ بظلِّ عرشِه حتى يفرغوا من الحسابِ .. إننا في الدنيا نرى فئةً خاصة يقالُ لها فئةُ المهمِّين للغاية (vip) .. هؤلاء .. إذا مشَوْا فُرشتْ تحت أرجلِهم البُسُطُ، وإذا جلسوا


(١) الوابل الصيب ص ٣٨.
(٢) صحيح الجامع، وقال الألباني صحيح.

<<  <   >  >>