كتاب تقريب تقريب التهذيب

والذهبي وابن حجر. وأما قول البخاري "سمع عبد الوهاب المدني مرسل" (التاريخ الكبير ٨/ ١٤٤) فمن جهة عبد الوهاب فقد أخرج ابن سعد بسند حسن في الطبقات الكبرى (٥/ ٢٩٥) وقال: أخبرنا كثير بن هشام قال: حدثنا جعفر بن برقان، قال: حدثنا الوليد بن زروان، قال حدثني عبد الوهاب المدني، قال: بلغني أن رجلا دخل على معاوية بن أبي سفيان … ". وأما قول أبي داود "لا ندري سمع من أنس أولا" ليس فيه تأكيد وإن صح فيرده أمورُ:

أ) أن أبا داود نفسه أخرج له عن أنس في سننه (١/ ٥٦ رقم ١٤٥) وقد اشترط أن ما سكت عنه في سننه أنه صالح (رسالة أبي دود لأهل مكة: صفحة ٢٧) وقال الساجي "رأيت أبا داود أدخل هذا الحديث في كتاب السنن ولا أراه ذكر فيه إلا وهو عنده صحيح" (تهذيب التهذيب ١١/ ١٢٠). ولم يذكره أبو داود في كتابه المراسيل،

ب) وينفي تدليسه أو إرساله قول البيهقي "جعفر بن برقان رواه عن ميمون ومعه الوليد بن زوران كلاهما عن ميمون بن مهران موصولا وكل بحمد الله ثقة" (معرفة السنن والأثار ٧/ ١٨٤ رقم ٩٧٤٤) ويعضده أن البيهقي أخرج للوليد بن زوران عن أنس (السنن الكبرى ١/ ٩٠ رقم ٢٤٧ و ١/ ١٦٧ رقم ٢٤٩) ولم يعله بالانقطاع. وأيضاً إدراكه لأنس راجح فقد روى عن ميمون بن مهران المتوفي في ١١٧ هـ (تهذيب الكمال رقم ٦٧٠٤ وتقريب التهذيب رقم ٧٠٤٩) وروى عنه جعفر بن برقان المتوفي في ١٥٤ هـ (الكاشف رقم ٧٨٣) فجعله ابن حجر في الطبقة الخامسة من صغار التابعين وقد روى عن أنس أيضاً جمع من الطبقة الخامسة منهم عيسى بن طهمان المتوفي قبل ١٦٠ هـ (ميزان الاعتدال رقم ٦٥٧٤) وعبد الحميد بن المنذر بن الجارود وعثمان بن عبد