للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قد طال هذا الباب، وليس هو من مقصود الكتاب، لكن يطيب للنفس ذكر الأحباب، وتتحسر على ما فاتها من هذه الخيرات والثواب.

وأيضًا فإنها تملُّ من اللون الواحد، فذكرنا لونًا آخر من صفات أهل الخير والفلاح.

ثم نرجع إلى ذكر التأهُّل والنكاح:

قال : «خير متاع الدنيا المرأة الصالحة» (١).

فاحذر أيها المؤمن أن تنكح المرأة الصبيحة، صاحبة الأخلاق القبيحة، فتندم يوم القيامة، وتبقى في خجل وفضيحة، واقبل منِّي هذه النصيحة، ولا خير في وجهٍ صبيح وفعلٍ قبيح (٢).


= «شعب الإيمان» (٥٧٤٨) من حديث رجل من البادية، بلفظ: أخذ رسول الله بيدي، فجعل يعلمني مما علمه الله، فكان مما حفظه أن قال: «لا تدع شيئا اتِّقاءَ الله، إلا أعطاك خيرًا منه». وإسناده صحيح.
وأخرجه أبو نعيم في «الحلية» ٢/ ١٩٦ من حديث عبد الله بن عمر: أن رسول الله قال: «ما ترك عبد شيئًا لله، لا يتركه إلا له، إلا عوضه الله منه ما هو خير له في دينه ونياه».
وقال أبو نُعيم: هذا حديث غريب من حديث الزهري، لم نكتبه إلا من هذا الوجه.
وقال الألباني في «الضعيفة» (٥): موضوع بهذا اللفظ، نعم صحَّ الحديث بدون قوله في آخره: «في دينه ودنياه». ثم ساق الحديث السابق عن الإمام أحمد، وقال: وسنده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه ابن المبارك في «الزهد» (٣٦) من كلام أبي بن كعب، قال: ما ترك عبد شيئًا لا يتركه إلا لله إلا أتاه الله بما هو خير منه من حيث لا يحتسب، ولا تهاون عبد أو أخذه من حيث لا يصلح له إلا أتاه الله بما هو أشد منه من حيث لا يحتسب.
(١) أخرجه أحمد في «مسنده» ٢/ ١٦٨ (٦٥٦٧)، وعبد بن حميد في «مسنده» (٣٢٧)، ومسلم في «صحيحه» (١٤٦٧)، وابن ماجه في «سننه» (١٨٥٥)، والنسائي في «سننه» ٦/ ٦٩ (٣٢٣٢)، وابن حبان في «صحيحه» (٤٠٣١)، والطبراني في «المعجم الأوسط» (٨٦٣٩)، والبيهقي في «السنن الكبرى» ٧/ ٨٠ من حديث عبد الله بن عمرو . وأوله: «الدنيا متاع، وخير … ».
(٢) في (ق): (ووجه قبيح).

<<  <  ج: ص:  >  >>